موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
75 عامًا على قصف دولة الفاتيكان

الفاتيكان نيوز :

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة وعشر دقائق مساءً عندما حلّقت طائرة على علو منخفض فوق الفاتيكان وأطلقت خمس قنابل، انفجرت أربع منها فيما لم تنفجر القنبلة الخامسة. وسبب القصف أضرارا مادية في مشغل الفسيفساء الذي كان يحتوي على إرث فني هام، فضلا عن بعض المكاتب في مبنى حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان. وأدى القصف أيضا إلى تكسير زجاج النوافذ الخلفية لبازيليك القديس بطرس. ويرى أوغوستو فيرارا أن الهدف من هذه الغارة الجوية كان راديو الفاتيكان الذي كان يبثّ رسائل موجهة إلى أسرى الحرب العالمية الثانية. ويتضمن الكتاب باقة هامة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها مصوّر البابا الرسمي آنذاك جوزيبيه فيليشي، فضلا عن مجموعة من المقالات التي نشرتها في تلك المناسبة صحف "أوسيرفاتوريه رومانو"، "تشيفيلتا كاتّوليكا" و"إيل ميساجيرو" بالإضافة إلى عدد من الطوابع التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاتب الإيطالي الذي أكد أن الغارة شنها طيار فاشيّ أقلع من فيتيربو على متن طائرة حربية صغيرة، وأقدم على هذه الفعلة في محاولة منه لإلغاء الرسائل التي كانت تبثها إذاعة الفاتيكان. وفي رد على سؤال بشأن ما إذا كان هذا الهجوم عبارة عن مبادرة فردية أم أن الأوامر صدرت عن القيادات الفاشية قال فيرارا إن رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك والزعيم الفاشي بينيتو موسوليني أدان هذا الاعتداء. وتبين أن الطائرة نفسها، وبناء على أقوال شهود عيان، حلّقت في أجواء روما لبضعة أيام قبل الحادث، إذ يبدو أن الطيار كان يسعى إلى التحقق من موقع إذاعة الفاتيكان. ويحتوي الكتاب الجديد أيضا على صور فوتوغرافية تُظهر المسار الذي سلكته الطائرة المهاجمة.

وفي سياق حديثه عن تفاعل البابا بيوس الثاني عشر مع الاعتداء، قال فيرارا إن كتابه يحتوي على صورة مأخوذة لعدد من صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية يقول إن البابا أطل على ساحة القديس بطرس يوم الأحد التالي للغارة وتحدث عما حصل، مشيرا إلى فتح تحقيق في الحادث بالتعاون مع السلطات الإيطالية. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال الكاتب أوغوستو فيرارا إن البابا فضل أن يتم التكتم عن الحادث لأن إيطاليا كانت ما تزال طرفا في الحرب ولهذا السبب طُلب من الصحف الإيطالية ألا تغطي هذا الحدث.