موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٣١ يوليو / تموز ٢٠٢٠
31 تموز: عيد القديس إغناطيوس دي ليولا
فلتكن صلاته معنا

فلتكن صلاته معنا

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد إغناطيوس عام 1491 في ليولا إسبانيا.

 

هو شاب أسبانيّ يقضي حياته في القصر الملكيّ ويعشق السيف. في أثناء معركة ضدّ الفرنسيين انكسرت ساقه، فلم يتردد عن الخضوع لعمليّة جراحيّة مؤلمة. في أثناء نقاهته الطويلة كان يبحث عن روايات غراميّة، لكنّه لم يجد في القصر إلا كتابًا واحدًا: "سيرة المسيح والقديسين". فأخذ يطالعه مرغمًا. لكن، يا لها من مفاجأة! فحياة يسوع والقديسين هي أيضًا رواية حبّ. وإذ به يقتحم معركة أشدّ مشقّة من تلك التي أقعدته، فالقلعة التي تقاوم الآن هي قلبه الذي كان مجد العالم قد احتلّه. وفي هذا العالم، وجد اغناطيوس يسوع، وأصدقاءً أوفياء سلكوا على درب الربّ مثل القديس فرنسيس والقديس دومينيك. وها هو يقول في نفسه: لم لا أنا؟.

 

وما إن شفي حتّى انطلق إلى دير قريب، وبعد أن اعترف مطوّلاً بخطاياه أحيا الليل كلّه راكعًا أمام تمثال العذراء حيث ترك سيفه، وأعطى عابرًا فقيرًا ثوب الفارس الذي كان يرتديه. سار إغناطيوس بدون مال ولا زاد إلى أورشليم، وكأنّه مخطوف بالله، راغبًا في أن يقضي حياته ماشيًا على درب المسيح. لكنّ الأتراك منعوا إقامة المسيحيين في أورشليم، فعاد يسأل نفسه: ما العمل؟ فقرر إغناطيوس متابعة دروسه لأنّ كثيرين كانوا منكبّين على العلم والمعرفة، تحضيرًا لبناء العالم الجديد.

 

وكان اغناطيوس يقيم في جامعة السوبون بباريس مع طالبين: بطرس (فرنسيّ) وفرنسيس (أسبانيّ). كانوا يتاونون في دروسهم ويتحادثون طويلاً. وسرعان ما أصبح يسوع محور أحاديثهم، حتّى أضحى أكيدًا لديهم أن محبّتهم للمسيح لن تكون على هامش حياتهم. لقد أصبحوا سبعة أصدقاء، تمتلكهم رغبة واحدة: إتّباع يسوع المسيح في ممارسة الفقر الإنجيليّ والعفّة والسير نحو الكهنوت.

 

في صباح 15 آب، وفي معبد صغير، قرروا بأجمعهم الالتحاق بيسوع الفقير، ووعدوا بأن يخدموه في الأشخاص الذين يكلّفهم مساعدتهم. ثمّ توجّهوا إلى روما كي يتلقّوا رسالتهم على يدّ قداسة البابا، خليفة القديس بطرس. ولم يسعهم إلّا أن يسمّوا تلك الجماعة الناشئة "رفاق يسوع"، إذ هو يسوع الذي جمعهم وجعلهم رفقاء. وفي عام 1540 وافق البابا بولس الثالث على إنشاء الرهبنة اليسوعية.

 

انتخب أغناطيوس دي ليولا في 8 نيسان 1541 أول رئيس عام للرهبانية اليسوعية. ثم وافق البابا بولس الثالث في عام 1548 على كتاب الرياضات الأغناطية. كان همّ أغناطيوس تدبير شؤون رهبانيته ورهبانه وتأمين الرسالة بين المسيحيين ونقل البشارة إلى سائر بلاد المعمور، فكان بدء تبشير الهند واليابان، ويقضي يومه في الصلاة والتأمل.

 

ألزم المرض أغناطيوس الفراش وتوفي في 31 تموز 1556، وهو في الخامسة والستين، بعد حياة مليئة بالمحبة والسخاء. أعلنت طوباوية القديس أغناطيوس في 3 كانون الثاني عام 1609 على يد البابا بولس الخامس، وتمّ إعلان قداسة القديس أغناطيوس في 12 آذار عام 1622 عن يد البابا غريغوريوس الخامس عشر.

 

فلتكن صلاته معنا.