موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠
30 تموز: القديس بطرس ذهبي الكلمة، أسقف رافينا ومعلم الكنيسة
فلتكن صلاته معنا

فلتكن صلاته معنا

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

وُلِدَ "بطرس ذهبي الكلمة" بميناء إيمولا، شمال إيطاليا، حوالي عام 400. نال معمويته عن يد كورينليوس أسقف إيمولا، كما تتلمذ على يديه، إلى أن أصبح فتىً يافعًا فرسمه كورينليوس شماسًا، ثم صار رئيس شمامسة على عهد إمبراطور الإمبراطورية الرومانية الغربية فالينتنيانوس الثالث.

 

رسمه البابا سكيستوس الثالث أسقفًا لرافينّا، شمال إيطاليا، عام 433، حيث كان بطرس شابًا في الثالثة والثلاثين من عمره، وكانت رافينّا عاصمة غرب الإمبراطورية. ويُقال أن البابا سكيستوس الثالث رفض مرشحين آخرين لهذه المهمة لأنه رأى رؤية للقديس بطرس هامة الرسل والقديس أبوليناريس، وظهر معها الشاب بطرس كأسقف للمدينة، وكان البابا سكيستوس الثالث لم يراه من قبل، فلما حضر في أحد الزيارات كمُرافق للأسقف كورنيليوس عرفه سكيستوس ورسمه أسقفًا.

 

عُرِفَ الأسقف الشاب بين الناس بأنه أستاذ العِظات، حيث كان برغم صغره وخبرته المحدودة قادرًا على إلقاء عظات قصيرة الوقت لكنها مُركَّزة المعنى وبأفكار وتأملات مُلهِمَة، وكان شديد الإهتمام بتقصير وقت العظة قدر الإمكان حتى لا يتسبب في إرهاق سامعيه لكي يتمكنوا من استكمال صلاة القداس بنفس تركيز وحماس البداية، كما كان دقيق في شرح اسفار العهد القديم وربطها بكمال العهد الجديد.

 

كذلك كانت تقواه وحماسته الروحية شيء مُحبَّب ومُلهِم لكثيرين من أجل استعادة النشاط الروحي، لذلك أصبح يُدعى "ذهبي الكلمة" أيضًا. يُحسَب موقفه من الآريوسية (بدعة إنكار لاهوت المسيح)، والشرح المُبسَّط لقانون الإيمان النيقاوي، وسرّ التجسُّد وموضوعات أخرى عقيدية هامة. كان ارتباطه عميق بسرّ الإفخارستيا، وشجَّع الناس على حضور القداس والتناول اليومي. وكان شديد الحماس لإظهار وجه الله الرحيم، الغافر للخطايا والمنتظر لعودة التائب من أجل حياة جديدة من خلال فرح التوبة، وكذلك تحرير إرداة الإنسان نحو الخير وطاعة الروح من خلال الأصوام كوسيلة لتنمية الإرادة والتحرُّر.

 

في مجمع القسطنطينية المنعقد عام 448، كان ضمن الإجماع الذي رفض بدعة المونوفيزيقية (بدعة الطبيعة الواحدة للمسيح)، والذي أدان الأسقف أوطيخا الذي تبنى هذه الفكرة. ورغم مناشدة أوطيخا للأسقف بطرس لمساندته، لكن الأسقف بطرس رفض هذه الهرطقة.

 

وبسبب القيمة الروحية العالية لعظات القديس بطرس ذهبي الكلمة، إهتم فيلكس أسقف راڤينّا، في القرن الثامن، بجمع مخطوطات عظاته المكتوبة، وقد تمكن من تجميع حوالي 176 عظة وترجمتها للغات عديدة. توفي القديس بطرس ذهبي الكلمة، في 31 تموز 450 أثناء زيارة لمسقط رأسه إيمولا، بعمر ناهز الخمسين. دُعيَ قديسًا ومعلمًا للكنيسة عام 1729، على يد البابا بندكتس الثالث عشر. وهو شفيع الواعظين ومدينة إيمولا.

 

فلتكن صلاته معنا.