موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٣٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
30 أيلول: القديس جيروم، الكاهن ومعلم الكنيسة

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

القديس جيروم من أعظم آباء الكنيسة جمعاء ومن معلميها والعاشق الحقيقي لكلمة الله في ترجمته وجمعه وتفسيره للكتاب المقدس، له تراث عظيم في هذا المجال مع مقالات نسكية وجدلية ضد الهراطقة.

 

ولد في بلاد دلماتيا (التي تعرف الآن باسم يوغسلافيا سابقًا) نحو عام 340 من أسرة رومانية غنية وتقية، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسله والده الى روما، فبرع في الفصاحة والبيان، وقد شغف بكبار شعراء اليونان والرومان. اهتم أيضًا بنسخ الكثير من الكتب كنواة لإنشاء مكتبة خاصة به.

 

في هذا التيار انجرف القديس جيروم عن الحياة التقوية، لكنه عاد فتاب ثم نال سرّ العماد وإن كان قد بقي زمانًا يصارع ضد الشهوات فكريًا. وبعد ثلاثة سنوات رحل إلى تريفا للتفرغ للحياة النسكية. وهناك بدأ يدرس اللاهوت والكتاب المقدس، ثم عاد إلى وطنه وأقام في أكيلية سبع سنوات. إذ كان يحث أخته على حياة البتولية والنسك هاج أقرباؤه عليه فاضطر إلى الرحيل إلى الشرق، مارًا على اليونان فآسيا، ليستقر في إنطاكية عام 374.

 

تفرغ القديس جيروم لدراسة الكتاب المقدس مع ممارسة الحياة النسكية، فانفرد في برية خليكس جنوب شرقي إنطاكية لحوالي أربع سنوات تعلم فيها العبرية. وقد تعرض في هذه البرية لمتاعب جسدية كثير. عاد من البرية إلى إنطاكية عام 377، فظهرت مواهبه، لذا ضغط عليه البطريرك بولينوس ليقبل الكهنوت، وإن كان قد اشترط القديس جيروم عليه ألا يرتبط بكنيسة معينة، ليتفرغ لكلمة الله أينما شاء الله أن يدعوه.

 

سمع القديس جيروم عن القديس غريغوريوس النزينزي، فذهب إليه والتصق به لمدة عامين، وفي مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 لمع نجمه. وفي سنة 382 رافق بولينس بطريرك إنطاكية وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى روما، وكان أمين سر البابا داماسيوس. وطلب منه البابا إعادة النظر في الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس، فقام القديس جيروم بترجمة العهد القديم عن العبرية مباشرة والعهد الجديد عن اليونانية مباشرة التي عرفت فيما بعد بالترجمة الدارجة للكتاب المقدس (أو باللاتينية اﻠﭬـولجاتا). لتكون أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس بمنهجية واضحة. كما عمل على تشجيع الحياة الرهبانية.

 

استقر أخيرًا في بيت لحم مدة خمسة وثلاثين عامًا، حيث شارك في حياة الكنيسة والصعوبات التي تعرضت لها. له مؤلفات كثيرة ولاسيما في تفسير الكتاب المقدس. اشتهر بصلابة شخصيته وحدة اقواله. رقد في الرب يوم 30 أيلول عام 420 في بيت لحم، في الدير الذي قد انشاه بالقرب من كنيسة المهد. وقد نقل جسده إلى روما ودفن جثمانه تحت مذبح كنيسة القديسة مريم الكبرى.

 

فلتكن صلاته معنا.