موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ولد فـنشسلاوس في إقليم بوهيميا (التشيك حاليًا) عام 907.
كان أبوه أوراتيسلاو أميرًا مسيحيًا غيورًا على إيمانه المسيحي، أما أمه دراهوميرا فكانت وثنية وأظهرت كراهيتها للمسيحيين. ومات ابوه منذ صغره. فتوّلت أمر تربيته جدته وتدعى لودميلا. وكانت تقية وتعبد الله ليل نهار، وجعلت له معلمًا وقائدًا رجلاً قديسًا يقال له بولس.
وكان ابوه حين موته قد عين جد الولد وكيلاً عنه في وراثة الإمارة إلى أن ينشأ، غير أن أمه تقوت عليه واستولت على الإمارة، فاغلقت الكنائس ومنعت الكهنة من الوعظ والتبشير، وتهددتهم بالسجن والنفي، ثم عزلت أرباب المناصب المسيحيين، ووضعت مكانهم وثنيين، وألغت جميع القوانين التي اصدرها زوجها لصالح المسيحيين، وبعد ذلك اعطت لودميلا الأمر ﻠفنشسلاوس.
وكان فنشسلاوس مكملاً في الفضائل والتقوى يكثر من الصلاة ومن زيارة الكنائس، وإذ لم يكتف بالنهار كان ينتهز الليل أحيانًا ويزورها حافيًا. وأضحى في أمره وسياسته حليمًا منصفًا. وما برح يطلب العون والرشد من الله للقيام بواجبات وظيفته. وكان بعض الناس الوثنيين يبغضونه، وفي هذه الفترة اندلعت الحرب بين رادسلاوس أمير غوريما وبين فنشسلاوس أمير بوهيميا. فسيّر إليه فنشسلاوس جماعة من عظمائه لكي يستميله ويجذبه إلى الصلح، فأبى ذلك رادسلاس. فلما رأى ذلك فنشسلاوس فاستعان بالرب وبالتوبة وبإشارة الصليب.
عندما واجه الجيشان بعضهما البعض، اقترح فنشسلاوس بأن يقوموا بالمبارزة من أجل منع إراقة دماء الأبرياء، فقبل راديسلاوس هذا الرأي. ولكن بينما كانا يتقاتلان رأى راديسلاوس ملاكًا يمسكه ويقول له: لا تضربنه البتة فأغشي عليه من شدة الهول. ونزل عن حصانه وجاء إلى قدام فنشسلاوس وخر على قدميه وطلب منه المغفرة والصلح. وشوهد الملائكة محتاطين به عدة مرات. وكان فنشسلاوس له إكرام شديد للقديسين وذخائرهم، فجمع شيئًا منها وأقام لإكرامها كنيسة في مدينة براغة، وكان متواضعًا بحيث انه لم يرض قط أن يتخذ تسمية ملك. وبذلك حصل على إكرام واعتبار كثير لدى الجميع ما خلا مبغضيه لأنهم كانوا وثنيين.
وصنع يومًا أخوه دعوة ودعاه إليها، فتناول القربان المقدس واستعد وذهب لأنه لم يكن يعرف ماذا كان مزمعًا أن يجري برأسه. فلما أعدوا المأدبة وجلسوا للطعام وطالت بهم كثيرًا، نهض فنشسلاوس وذهب إلى الكنيسة ليصلي صلاة الشكر، فأشارت أمه الوثنية إلى أخيه بأن يقتله، فذهب أخوه مسلحًا إلى الكنيسة فقتله بيده وكان عام 936. ولكن الله أحل به القصاص جزاء فعله هذا المنكر. وقبر فنشسلاوس بإكرام واحتفال عظيم، وصنع له الاحترام الواجب لشهداء المسيح، وأجرى الله على يده آيات ومعجزات كثيرة.
فلتكن صلاته معنا.