موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
26 أيلول: القديسان كوزما ودميانُس، الأخوان الشهيدان

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

هما طبيبان شهيدان أخوان مسيحيان عرب اشتهرا بمعجزات الشفاء والعلاج، حيث كانا يعملان بالطب في حياتهما الأرضية وزادت موهبتهما بعد انتقالهما للسماء. كان لهم ثلاثة إخوة من النساك، وكانت أمهم قديسة تدعى ثيودورا. تنسب هذه الأسرة إلى مدينة تسمى آجيا، وهي ميناء يقع بمقاطعة كيليكية بآسيا الصغرى في نهاية القرن الثالث للميلاد. كان للأم دور كبير في الاهتمام بتربيتهم تربية مسيحية حقة، فعلمتهم الفضائل المسيحية الأصيلة حتى شبوا على نعمة الله.

 

تعلم القديسان قزمان ودميان الطب، أما اخوتهما الثلاثة فاتجهوا للنسك والعبادة. كانا يشفيان الأمراض لا بقوة الأدوية بل بقوة الله الفائقة، فكانا يصليان على كل مريض أولاً ثم يطببانه، وبهذا تمجد الله فيهما، فصنعا الأشفية والعجائب؛ فكانا يفتحان أعين العميان، ويقيمان السقماء، ويخرجان الشياطين، وكان الرب يعمل معهما. تعاهدا ألا يتقاضيا أجرًا عن عمل يعملانه. كانا شعارهما في حياتهما اليومية "إن أكلتم أو شربتم أو فعلتم أي شيء فافعلوا كل شيء لمجد الله"، فكانا يخشيان تعلق نفسيهما بمحبة الفضة فيسقطان في شرور كثيرة. اشتهرا بلقب الطبيبين بلا فضة، ودعاهما الوثنيون مبغضي الفضة.

 

ومرة جاءت إنسانة مريضة تعبت من مرضها جدًا، وأنفقت معظم أموالها على الأطباء ولكنها لم تشفى. فحالما رآها القديسان في ألم المرض وشدته طلبا أجلها فنالت الشفاء وأرادت أن تقدم مالاً فرفضا، ولكنها أقسمت على القديس دميان باسم المسيح أن يقبل هدية صغيرة فقبل لأجل تمجيد المسيح ووزعها على الفقراء. ولما علم قزمان غضب منه لأنه قبل الهدية وأوصى ألا يدفن جسده بجوار دميان. ولكن رحمة الرب تداركتهما فظهر له الرب يسوع وأخبره أنه لأجل اسمه قبل الهدية وليس حبًا في المال، فتصالح القديسان وعادت المحبة. ولهذا الأمر تلقبهما الكنيسة بلقب "الماقتي الفضة" أو "الطبيبان بلا فضة" وكذلك "صانعا الاشفية".

 

استمرا على حياتهما المقدسة هذه حتى أثار الإمبراطور الروماني دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين في جميع أنحاء الإمبراطورية، لذلك قبض عليهما الحاكم ليسياس، حاكم منطقة ديرما، بشمال الجزيرة العربية، وعرض عليهما السجود للأصنام فرفضا. فأمر أن يجروهما على معصرة بارزة حتى ترضضت عظامهما، فأقامهما ملاك الله وحطم عنهما السلاسل، فآمن الجنود. وأمر الحاكم بقطع رؤوس هؤلاء الجنود. ثم علقهما الحاكم على صليبين ورجمهما بالحجارة. أما باقي اخوتهم فقيدوا ما بين الصليبين وتم رميهم بالسهام فكانت الحجارة والسهام ترتد إلى الضاربين، فأمر بطرحهم في أتون نار مشتعل وكانت أمهم تثبتهم في إيمانهم وتقوي عزيمتهم. فأمر الحاكم بقطع رأسها هي أولاً، ونالت إكليل الشهادة، وبقى جسدها مطروحًا لم يجسر أحد أن يدفنه، فصرخ القديس كوزما "يا أهل المدينة أما يوجد أحد قلبه رحيم فيستر جسد هذه الأرملة العجوز ويدفنها". فتقدم القائد الشجاع رومانوس، ابن الوزير، وأخذ الجسد وكفنه ودفنه. فنفاه الحاكم إلى صعيد مصر حيث نال إكليل الشهادة. في اليوم التالي أمر الحاكم بقطع رأسيهما، فتقدما مبتسمين هادئي البال، مسبحين الله. فتقدّم الجلاد وأخذ رأسيهما بحد السيف، وكان ذلك في الأول في كانون الأول ديسمبر سنة 306.

 

فلتكن صلاتهما معنا.