موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
24 تشرين الأول: القديس أنطونيو ماريا كلاريت، الأسقف والمرسل

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد أنطونيو ماريا كلاريت فى قرية ساينت لاقليم كتالونيا باسبانيا يوم 23 كانون الأول 1807، لأبوين هما خـوان وجـوزيفا كلاريت. كان الوالد يعمل في صناعة الصوف. في طفولته كان يستمتع برحلات الحج الروحي مع والديه إلى مزار قريب من مدينة باجيس، هو مزار العذراء سيدة فوسيمانيا، مما جعل له علاقة خاصة بأمه مريم العذراء.

 

تلقى تعليمه الابتدائي في قريته، وبعمر الثانية عشر تعلَّم حرفة النسيج. بعمر الثامنة عشر، سافر إلى برشلونة ليحترف التجارة بمنتجاته، كما كان يستغل أوقات فراغة في تعلُّم اللغات اللاتينية والفرنسية، وفنّ النقش، وقد ظل كذلك لمدة عامين.

 

بعمر العشرين أدرك أنطونيو أنه مدعو للتكريس، فترك مدينة برشلونة وبدأ يبحث عن مكانه في الحياة الرهبنية، في البداية تمنّى أن يلتحق برهبنة القديس برونو، لكنه إلتحق بالإكليركية فـيك بإقليم كاتالونيا عام 1829، وأكمل الدراسة، حتى سُيِّم كاهنًا في 13 حزيران 1835. جذب نشاطه الرعوي أنظار رؤسائه، بسبب اهتمامه الشديد باحتياجات الفقراء، والعمل على تحسين حياتهم. كما كان له دور في تنشيط الخدمات التمريضية البسيطة، وفق الإمكانيات، من أجل ضحايا الحرب الأهلية.

 

دعاه رؤساءه ليحقق أمنيته بأن يكون مُرسَل، ولكن داخل بلاده، فأعطوه لقب مُرسَل إقليم كاتالونيا، ليقوم بنفس جهوده في توفير احتياجات الفقراء والجرحى من ضحايا اجتياح الإقليم المتكرر من قبل قوات الفرنسية. كان الأب كلاريت يتنقَّل بين مدن الإقليم سيرًا على الأقدام وكأنه في حالة حجّ روحي مُستمر، يصلّي من أجل أن يستطيع توفير تبرعات كافية للفقراء ولخدمات طبية للمرضى والجرحى.

 

كما كان واعظًا روحيًا قويًا. اكتسبت في شهادة حياته مصداقية وقبول لمحتوى عظاته، فكانت الجموع تسافر لأميال حتى تستطيع أن تصلّي القداس الذي يقدِّم ذبيحته وتسمع عظات الأحد والرياضات الروحية التي كان يُقيمها، من بعدها كان يقضي ساعات في سماع اعترافات التائبين ومُرافقتهم الروحية وإرشادهم لسُبُل الحياة الجديدة بعد التوبة، ويُقال أنه كانت لديه موهبة تمييز ما في ضمير المُعتَرِف.

 

كان مثالاً مُضيئًا لحياة الكهنوت والتكريس، مما تسبَّب في عدول عدد غير قليل عن أفكار جماعات انتشرت في أوروبا تُنادي بمُعاداة الإكليروس. فكان ردّ فعل تلك الجماعات هو تهديد الأب كلاريت بالقتل، مما دفع رؤسائه لنقله إلى جزر الكناري كمنطقة بعيدة عن المخاطر. وهناك أقام رياضات روحية تأملية للمؤمنين مصحوبة بقداديس وعظات. كان حضور المؤمنين كبير لدرجة أن الكنيسة لم تكن تسعهم، فكان يتم وضع منبر للأب أنطونيو يقف عليه في ساحة عامة أمام الكنيسة التي تمتلئ عن آخرها بالناس، ليكون صوته واضحًا. إلا أن كثرة عدد السامعين والمُريدين لم يكن يزيده إلا تواضع ومسؤولية عن تعاليم الإنجيل وممارستها العملية.

 

ومن خلال عمله الرسولي مع الشبيبة نضجت لديه فكرة إنشاء جمعية إرسالية، فأسس جمعية مرسلي قلب مريم الطاهـر، التي انتشرت في العديد من البلدان. انتخب رئيس أساقفة لجزيرة كوبا، فعمل بكد واجتهاد لخدمة رعيته. عاد إلى إسبانيا وتحمل الكثير من المتاعب فى سبيل الكنيسة. رقد في الرب في دير رهباني في جنوب فرنسا عام 1870. تم تطويبه عام 1934 من قبل يد البابا بيوس الحادي عشر. وفي عام 1950م تم إعلان تقديسه من قبل البابا بيوس الثاني عشر.

 

فلتكن صلاته معنا.