موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
23 تشرين الثاني: القديس إكليمنضوس الأول، البابا والشهيد

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

هو رابع البابوات على كرسي روما. دامت حبريته تسع سنوات. ويعتبر من آباء الكنيسة الرسوليين، أي أقدمهم.

 

ولد إكليمنضوس عام 30 ميلاديّة في مدينة روما لأبوين من فلسطين، وكان من أصول يهودية. اعتنق الإيمان المسيحي عندما جاء القديس بطرس إلى روما ليبشرهم بيسوع المسيح، وكان من بين تلاميذه الأوائل. اختاره القديس بطرس ليعاونه في الخدمة المقدسة.

 

سيم كاهنًا، ثم أصبح أسقف روما عام 88، بعد وفاة البابا أناقليطس، وكانت حبريته مفصلاً حاسمًا في تطور الكنيسة وانتشار المسيحية. ففي رسالة وجهها عام 96 إلى جماعة المؤمنين في قورنتس، يحاول أن يهدي الذين كانوا يهددون بتدمير نظام الجماعة المسيحية. وكانت رسالة مسهبة ورائعة، كتبها على أثر خلافات قامت فيها، وهي تدعو إلى الوحدة. وقال إن النظام هو ناموس الكون، وهو مبدأ المجتمع الإنساني، وبالتالي هو أيضًا مبدأ المجتمع المسيحي. وعلى المؤمنين أن يطيعوا الأوامر، وأن يكونوا دائمًا على وفاق بينهم، لأن الوفاق والطاعة هما المبدآن اللذان يجب أن يوجها حياة المؤمنين في كنيسة قورنتس.

 

كان أثر تلك الرسالة بالغًا وثابتًا فبعد سبعين سنة من تلقي مؤمني قورنتس إياها، كانوا يستمعون إليها لعشرات السنين  في اجتماعات كنيسة قورنتس يوم الأحد، إلى جانب الكتب المقدسة، مما يدل على أهميتها. وكانت الرسالة أيضًا ترسي مبدأ تنظيم الكنيسة، وتتحدث بوضوح عن الأسقفية وعن سيامة الكهنة، كنظام عادي قائم.

 

والقديس أغناطيوس الإنطاكي أول من وصف الكنيسة بأنها "كاثوليكية" أي جامعـة. ولعلّ القديس إكليمنضوس حضر استشهاد القديسين بطرس وبولس. والقديس يوحنا الرسول لقى عذابات الاستشهاد في أيام حبريته، قبل نفيه إلى جزيرة بطمس حيث كتب إنجيله.

 

وبسبب العمل التبشيري العظيم الذي كان يقوم البابا إكليمنضوس، قام الإمبراطور تراجان بالقبض عليه، وقام بنفيه إلى شبه جزيرة القرم وأرسله إلى المحاجر لقطع الحجارة، وهناك وجد العديد من المسيحين الذين قبض عليهم لاعتناقهم الديانة المسيحية، وكان يشجعهم ويقوي إيمانهم، وقام بعماد ألفين شخص من عمال المحاجر الوثنيين، وتمت آيات كثيرة على يده وسط المحاجر، فقام تراجان بإلقائه في البحر مع مرساة حديدية حول رقبته. واستشهـد البابا إكليمنضوس نحو عام 97، وعندما عثر على جثمانه، تم نقله إلى روما ودفن في كنيسة أقيمت على اسمه، وتعتبر واحدة من اهم الكنائس في روما.


 

صلاة: أيها الإله الأزلي القدير، يا من تظهر مجدك في فضائل قديسيك، نسألك أن تبهجنا بذكرى القديس إكليمنضوس كاهن المسيح وشهيده، الذي شهد بسفك دمه لسمو ما كان يقيمه من الأسرار، وباتت حياته صورة لما كان يعلنه فى كرازته. آمين.