موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
20 تشرين الأول: القديسة ماريا برتيلا بوسكردين، الراهبة
رعية اللاتين في الزرقاء الشمالي تحتفل بعيد القديسة برتيلا، تشرين الأول 2020 (تصوير: نضال مرجي/أبونا)

رعية اللاتين في الزرقاء الشمالي تحتفل بعيد القديسة برتيلا، تشرين الأول 2020 (تصوير: نضال مرجي/أبونا)

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولدت أنّا فرنشيسكا بوسكاردين في برندولا فيشنسا من عائلة قروية في 6 تشرين الأول 1888. ربتها أمها على الإيمان البسيط القوي الفعال. في 8 كانون الأول 1907 دخلت في عداد راهبات القديسة دوروتيا المعلمات (بنات القلبين الأقدسين) وسمّيت برتيلا. فصارت برتيلا يومًا فيوم شعلة للقلبين.

 

أرسلت بعد عام إلى مستشفى ترفيزوا، وعملت بمطبخ المستشفى، لكن العناية الإلهية أرادت أن تنتقل فيما بعد للعمل كممرضة خصوصًا في أقسام الأمراض المعدية، وهناك يومًا بعد يوم عاشت المحبة البطولية بالتواضع. وكانت حياتها في اتحاد مستمر مع الله، ومن خلال الاتحاد كانت تنبع المحبة نحو الجميع، ودائمًا تكتشف يسوع بوجه كل مريض تخدمه، فقد كانت تذهب كل صباح إلى الكنيسة حافية القدمين مع إحدى صديقاتها، ولم تتغيب أبدًا عن حضور القداس الإلهي اليومي. أيضًا، وإذا ما التقت بالأطفال في الطريق، كانت تلفت انتباههم إلى صور السيدة العذراء المنتشرة في كل مكان على جدران المنازل الريفية وتقول لهم "هذه هي أمنا الجميلة"، ثم تتلو معهم صلاة "السلام عليك يا مريم".

 

لم تكن حياة برتيلا خالية من الصعوبات لكنها عرفت كيف تصنع من أتعابها وتضحياتها وأعمالها التي كانت تقوم بها بتفانٍ، إكليل زهور طيبة الرائحة، تزين بها قلبها لتستقبل يسوع لحظة التناول، وتقول: "دائمًا عليّ أن أتخطى كل شيء باتحادي مع يسوع دون أن يعرف بذلك أحد. أريد أن أحمل باقة من الورود ليسوع في كل صباح عندما يتنازل يسوع ويسكن فيّ ويصبح كليًا لي. وبدلاً من أن أسعى للحصول على التعزية من مخلوقات لا تستطيع أن تفعل شيئًا، يجب أن أتحد مع يسوع في بستان الزيتون".

 

كانت برتيلا تتفانى بخدمة المرضى، كانت تضحي بنومها وتعتني بكل شيء، وتعطي كل شيء. كانت ترى في المرضى شخص يسوع المتأمل، وقد عبّرت عن ذلك بهذه الكلمات: "ها هو هنا يسوع الذي يتألم". وقالت للراهبات عندما اشتدّ عليها المرض أضئن الشمعة. لقد حان الوقت". ثم أدارت برتيلا عينيها نحو السماء وصاحت "يا ربي يسوع: لقد تألمت لمدة ثلاث ساعات، وحملت في كل حياتك صليب الإرادة الإلهية. فكيف لي أن أشكو؟ لا. لن أشكو. ولتكن مشيئتك القدوسة. يا أخواتي صلينّ صلينّ. وعندما أصبح غير قادرة على أن أفهم أي شيء، رددن بالنيابة عني: "يا يسوع! إني أحبك". وعندما سألتها الأم الرئيسة: "ماذا أقول للراهبات؟" أجابت برتيلا بصعوبة بالغة: "قولي لهن أن يعملن من أجل يسوع. من أجل يسوع. وأن كل ما سواه عدم. ثم نظرت نظرة مرتعشة إلى من حولها وكأنه تودعهم وابتسمت ابتسامة عذبة، وأسلمت الروح يوم 20 تشرين الأول 1922. أعلن البابا يوحنا الثالث والعشرون قداستها يوم 11 أيار 1961.

 

القداسة لا ترتجل، بل تعاش يومًا بعد يوم في كل تفاصيل الحياة.

 

برتيلا بوسكاردين مثال محبة يستحق التشبه والسير على خطاها، فلتكن صلاتها معنا.