موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
18 أيلول: القديس يوسف من كوبرتينو

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد القديس يوسف من كوبرتينو فى حظيرة للماشية في 17 حزيران عام 1603 في مقاطعة بوليا بإيطاليا، وقضى شهوره الأولى في الحظيرة لأن والده اضطر أن يبيع المنزل ليسدد ديونه الطائلة. تربى في ظروف معيشة صعبة وصارمة. نشأ على مبادى دينية عميقة. بدأ مرحلة الدراسة في سن مبكرة، لكن مرض عضال ألزمه الفراش مدة خمس سنوات، مما أرغمه على تركها، وقد شفى بمعجزة من مريم العذراء، لذلك كرس حياته للتقوى والفضيلة.

 

ولكي يتحد أكثر بالله فكر في الإنضمام للرهبنة الفرنسيسكانية الديرية. لكنه رُفض، فالتجأ إلى الرهبنة الفرنسيسكانية الكبوشية وهناك قبل وتوشح بالثوب الرهباني في 15 آب 1620 باسم إسطفانوس، لكنه لم يتم سنة الاختبار، وطرد لعدم صلاحيته، لكن خادم دير جروتيلا استطاع ضمه إلى رهبنة الديريين كعضو في الرهبنة الثالثة "أخوية التوبة" وكخادم للقيام بأعمال الدير.

 

عام 1626، ارتدى الثوب الرهباني وطلب الالتحاق بالاكليريكية ليستعد للكهنوت، وكان ضعيف التحصيل في الدراسة. وعند الامتحان شاء الرب أن يجيب على السؤال الذي كان مستعدًا عليه وهكذا اجتاز الامتحان. سيم كاهنًا في 18 آذار عام 1628. ثم بدأت إختطافاته الروحية واارتفاعه عن الأرض عدة أشبار وكان ذلك لأول مرة في 4 تشرين الأول عام 1639 "عيد القديس فرنسيس". ثم ازدادت حرارته الروحية وضاعف أعمال التوبة والتقشف، ولقد سببت له اختطافاته متاعب كثيرة واخذ المؤمنون يتوافدون عليه.

 

ذهب إلى مدينة نابولي بإيطاليا. وطلب للاستجواب أمام الرؤساء الدينيين عن هذه الاختطافات والارتفاع، وفي أثناء الاستجواب حدث له الاختطاف مما أذهل الحاضرين، أما اللجنة البابوية المخصصة التي درست التقارير عنه وبحثت موضوعه أمام البابا اربانوس الثامن، قد برأته من تهمة "القداسة المصطنعة". ومع ذلك لم يستطيع العودة إلى دير جروتلا وارغمته على الإقامة في دير بمدينة أسيزي، ومكث هناك 14 سنة.

 

استمرت اختطافاته، فالتفت حوله العديد من المؤمنين من مختلف الطبقات الذين جاءوا إليه لإرشادهم في الأمور الروحية. ومن اولئك الذين كانوا يطلبون نصائحه يوحنـا فـردريـك، دوق سكسونيا، الذي استطاع بإرشاداته أن يعتنق الكاثوليكية. وفي 19 تموز 1653، جاءه الأمـر المفاجىء من الكرسي الرسولي بنقله إلى دير القديس ألعازر للرهبان الديريين. هناك اعتبر سجينًا، فلم يستطع الخروج من حجرته إلا مع الرهبان المقيمين بالدير. ثم حرم من المراسلة ومن استلام أية رسالة. ولكن استمرارية الاختطافات الروحية جعل الكثيرين يحاولون اللجوء إليه مما تسبب في نقله إلى دير آخر مجهول، وهناك أيضًا طلب من الرهبان أن يعاملوه بقسوة، ولكن وداعته وتواضعه جعلتهم يعاملونه بلطف. وفي 12 حزيران 1656، أعاده البابا ألكسندرس السابع إلى إخوته الرهبان بدير "أوزيمو" بأنكونا، حيث قضى بقية حياته.

 

رقد في الرب في رائحة القداسة في 18 حزيران عام 1663. ودفن في كنيسة الحبل بلا دنس. التفت المؤمنون حول قبره بصلواتهم فأجرى لهم معجزات كثيرة، لذلك طوبه البابا بندكتس الرابع في 24 شباط عام 1753. ثم رفعه البابا اكليمنضوس الثالث عشر إلى مصاف القديسين في 16 تموز عام 1767. ولقد عرف قديسنا بقديس الطيران لكثرة اختطافاته وارتفاعه عن الأرض، مما جعله من الشخصيات البارزة في التصوف المسيحي، وقد اتخذه الطلبة شفيعًا لهم. فلتكن صلاته معنا.