موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
17 تشرين الأول: عيد القديس أغناطيوس الأنطاكي، الأسقف الشهيد
فلتكن صلاته معنا

فلتكن صلاته معنا

إعـداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

يلقب أغناطيوس الأنطاكي "بحامل الله" كان تلميذًا ليوحنا الرسول، وخليفة القديس بطرس على كرسي أنطاكية.

 

لما اندلعت موجة من الاضطهاد للمسيحيين، زمن الإمبراطور الروماني دومتيانوس، انصرف القديس إغناطيوس إلى تشديد المعترفين بالمسيح يسوع ليثبتوا في اعترافهم إلى المنتهى. كان يزورهم في سجونهم ويقوهم لأن الرّب الإله اصطفاهم شهودًا له بدمائهم، ويتطلّع، بتحرّق، إلى اليوم الذي يأخذ فيه، هو نفسه، مكانًا في موكب المعترفين والشهداء ليصير تلميذًا حقيقيًا للمسيح. وإذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد ولم يلق أحد عليه يدًا، أقام في حسرة يترجّى ساعة ‏افتقاده.

 

‏وحدث أنه بلغ ترايانوس قيصر إنطاكية في طريقه لمحاربة الفرتيّين. كان ذلك في 7 كانون الثاني سنة 107. همّه الأول في المدينة كان تجديد البيعة للآلهة وإلزام المسيحيّين بتقديم فروض العبادة لها. هذا في ظنّه كان الضمانة لانتصاره في حملته الوشيكة. فلما بلغ إغناطيوس الأسقف ما يدبّره ترايانوس في حق المسيحيين، أدرك أن ‏الساعة التي طالما انتظر حلولها قد آنت، فذهب بنفسه إلى الإمبراطور وأجاب بجرأة على أسئلته. وبعد الأخذ والرد لفظ ترايانوس في حق قدّيس الله حكمه على الوجه التالي: "هذه إرادتنا أن إغناطيوس الذي يقول أنه يحمل المصلوب في نفسه، يُقيَّد ويساق إلى رومية لتفترسه الوحوش هناك تسلية للشعب". فهتف إغناطيوس فرحًا: "أشكرك، ربّي، لأنك أهّلتني للكرامة إذ أنعمت عليّ بعربون المحبّة الكاملة لك وأن أُقيّد بسلاسل من حديد، أسوة برسولك بولس، من أجلك".

 

‏اقتاد رجل الله إلى رومية عشر جنود أسماهم فهودًا لأنهم عاملوه بقسوة رغم وداعته، كما كتبَ في إحدى رسائله: "من سوريا إلى روما حاربتُ ضدَّ مُسوخٍ متوحِّشة، على الأرضِ وفي البحر، في الليلِ والنهار، ملزومًا بالبقاءِ بين عشرةِ نُمور، وبرفقةِ جنودٍ يَزدادونَ سوءًا وجفاءً كُلّما حاولوا إظهارَ اللُّطف".

 

وقد رافقه الشماس فيلون من كيليكيا وشخص ثان هو ريوس أغاثوبوس. هذان يبدو أنهما هما اللذان دوّنا أعمال استشهاده. كان بعض الرحلة في البحر وبعضها سيرًا على الأقدام. في رحلته كتب سبع رسائل إلى كنائس مختلفة. فيها نجد بعض المعطيات القيمة فى شأن تنظيم الحياة الكنسية (دور الأساقفة والكهنة والشمامسة) والمبادئ الأساسية للحياة المسيحية. إذ كان يحذر من هرطقة الغنوصيين، ويحثّ الكنائس على الحفاظ على رباط الوحدة. ونراه من خلالها مضطرمًا بحب المسيح، متشوقًا الى الموت من أجله. وقد كانت لرجل الله فرصة التوقف قليلاً في عدد من المحطّات على الطريق حيث وافاه ممثلون عن الكنائس المحلية للتعزية والتبرّك.

 

وصل القديس إلى عاصمة الإمبراطورية. وكان موعد أعياد الختام الرومانية. ونزل الرومانيون إلى مدرج فلافيانوس ليحتفلوا بانتصارات تريانوس ليشاهدوا المصارعة الدموية بين الأسر والمجرمين والوحوش الضارية. ويوم 20 كانون الأول عام 107، عري القديس أغناطيوس من ثيابه وطرح إلى الوحوش فمزقت جسده الطاهر، والتهمته. وما تبقى من جسمه إلا العظام فجمعها المؤمنون وأرسلوها إلى أنطاكية. فدفنت خارج السور. وثم نقلت في أيام ثيودوسيوس الصغير إلى رفات الكنيسة التي كانت هيكل فورتونة في قلب أنطاكية، وأطلق على الكنيسة اسمه تخليدًا لذكره.

 

فلتكن صلاته معنا.