موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
13 تشرين الأول: آخر ظهور للسيدة العذراء في مدينة فاطيما بالبرتغال

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك :

 

لنقرأ ما جاء في مذكرات الأخت لوشيا، وهي تروي حكاية آخر الظهورات:

 

في صباح 13 تشرين الأول سنة 1917، ازدحمت الطرق المؤدية لبلدة فاطيما بالناس، ورغم البرد والمطر الغزير بلغ عدد القادمين 70 ألف نسمة. وفي انتظار ما سيحدث كان شاغل كل واحد منهم الصلاة والتضرع إلى الله. وبكل مشقة وصل الأطفال الثلاثة (لوشيـا، فرانشيسكو وجاشينتا) برفقة والديهم وشقوا لهم طريقًا وسط الجموع التي كانت تحييهم بكل إحترام. وبناءً على طلب لوسيا وقفت هذه الكتل البشرية تصلي المسبحة. وعند الظهر تمامًا قطعت لوسيا الصلاة صارخة: "ها هي تأتي". فشاهدت الجموع وعلى ثلاث دفعات متوالية سحابة بيضاء تظلل الأطفال الثلاثة طول مدة الظهور التي أستمرت من إثني عشر إلى خمسة عشر دقيقة.

 

وخلال الظهور قالت العذراء للأطفال الثلاثة ما يلي: "أنا سيدة الوردية، ويجب على الناس أن يتوبوا ويغيروا عيشة المعاصي، وأن يكفوا عن إهانة سيدنا يسوع المسيح المهان كثيرًا، وعليهم أن يتلوا الوردية". ثم أضافت العذراء أنها تريد أن تقام هناك كنيسة إكرامًا لها. ووعدت بقبول تضرعات الناس لإنهاء الحرب سريعًا إذا ما غيروا سيرتهم. وعندما أرادت العذراء الإنصراف أشارت بأصبعها إلى السماء، فصرخت لوسيا قائلة: "انظروا إلى الشمس". وفي الحال إستطاع جميع الحاضرين أن يشاهدوا لمدة إثني عشر دقيقة منظرًا مروعًا ومدهشًا لم تره عين. فلقد إنقطع المطر فجأةً، وانقشعت الغيوم، وأضحت الشمس بيضاء مثل كرة من الفضة يمكن التحديق فيها دون خوف من الإغشاء. وفي اللحظة ذاتها كعجلة من نار أخذت الشمس تدور حول نفسها مترنحة. ومثل مصباح نور قوي كانت ترسل في جميع الجهات باقات من الأنوار الخضراء والحمراء والزرقاء ومن كافة الألوان لتسرح فوق السحب وفوق الجمهور المحتشد وفوق الأرض. ثم وقفت حركة الشمس فجأة بعد مضي أربع دقائق، لتعود مرّةً ثانية وثالثة إلى رقصتها العجيبة المترنحة وسط أنوار خيالية مبهرة.

 

وبينما كان الجمهور مأخوذًا بروعة الحادث، ظهر للأطفال الثلاثة بالقرب من الشمس المشاهد الآتية:

 

1) العائلة المقدسة مكونة من سيدة الوردية والقديس يوسف والطفل يسوع.

2) سيدنا يسوع المسيح في سن الرشد مباركًا الجموع بحب وعطف.

3) سيدة الآلام أعني الأم الحزينة.

4) سيدة الكرمل حاملة بين يديها ثوب العذراء.

 

ولما قاربت المعجزة لنهايتها حدث ما هو أروع من كل ما سبق، إذ أن الشمس بعد رقصتها الثالثة وسط النار والألوان وقفت لحظةً. ومثل عجلة جبارة تفكك رباطها من كثرة دورانها. ثم انفصلت عن الأفق وانحدرت ساقطة فوق الجموع المحتشدة الذين ذعروا وخافوا، ظنًا منهم أنها نهاية العالم التي تنبأ عنها الإنجيل المقدس. وهنا ركعت الجموع على الأرض مرتجفةً متضرعة ومبرزة أحر أفعال الندامة. وفي الحال سكنت الشمس مكانها وعاد إليها بهاؤها المعتاد. وكان هذا الظهور السادس والأخير للعذراء مريـم في بلدة فاطيما.