موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
11 تشرين الأول: عيد القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون
فلتكن صلاته معنا، آمين

فلتكن صلاته معنا، آمين

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد انجلو رونكالي يوم 25 نوفمبر عام 1881، في قرية سوتو إل مونتي بإقليم لومبارديا، شمال إيطاليا. وكان والده مزارع وكانت عائلته ميسورة الحال. هو من أكثر البابوات شعبية في التاريخ، بدأت في زمن حبريته حقبة جديدة من تاريخ الكاثوليكية مع افتتاحه المجمع الفاتيكاني الثاني، وما حمله ذلك من تغيير وانفتاح للكنيسة على الديانات المختلفة والعالم المعاصر.

 

شعر أنجلو بدعوته للكهنوت فى عمر الحادية عشرة، لم يكن انجلو طالبًا لامعًا، لكنه اجتهد ليرسل إلى روما لدراسة اللاهوت عام 1900، وبعد عام واحد التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية. وبعد انتهاء الخدمة عاد ليكمل دراسته اللاهوتية. سيم كاهنًا في آب عام 1904. مع تعيين أسقف جديد لأبرشية بيرغامو، تم تعيين الاب أنجلو كسكرتير للمطرانية، وبالإضافة لأعمال السكرتارية قام كذلك بتدريس اللاهوت في معهد الأبرشية. ثم أصبح المرشد الروحي للشبان المتقدمين للكهنوت. عام 1920 عينه البابا بندكتوس الخامس عشر مديرًا للمنظمة الإيطالية لدعم الإرساليات الأجنبية، سمح له هذا المنصب بنسج شبكة من العلاقات مع شخصيات دينية أوروبية مهمة كما أصبح اسمه معروفًا في الوسط الكنسي في روما.

 

عين قاصدًا رسوليًا لعدة دول منها بلغاريا وتركيا وأخيرًا باريس. في عام 1953 رقاه البابا بيوس الثاني عشر وعينه بطريركًا للبندقية، كما تم تعيينه كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية. وفي عام 1958، بعد وفاة البابا بيوس الثاني عشر، تم انتخابه حبرًا أعظم لكرسي القديس بطرس باسم يوحنا الثالث والعشرون، وكان عمره آنذاك 77 عامًا، ليصبح البابا الـ261 في الكنيسة الكاثوليكية، وقيل عنه انه بابا انتقالي. هو أول بابا يغادر الفاتيكان في زيارة لأبرشيته في روما، فقام بزيارة مستشفى "الطفل يسوع" للأطفال المصابين بالشلل، وزار أيضًا مستشفى الروح القدس، وقام بزيارة سجن روما، حيث قال للسجناء "لا يمكنكم أن تأتوا إليّ، لذلك جئت إليكم". وتكررت زيارته المختلفة لمناطق من روما في وقت متأخر من الليل سيرًا على الأقدام وبدون أي حراسة.

 

في عام 1959 دعا البابا لعقد مجمع مسكوني جديد للكنيسة، على أن يستمر التحضير له ثلاث سنوات. واستمرت المسيرة المجمعية وكان لها الكثير من التغييرات والتجديدات في بنية الكنيسة حتى أنها أعادت تشكيل وجه الكنيسة الكاثوليكية من خلال مراجعة الطقوس ومنح دور أكبر للعلمانيين والحوار مع العالم. وقال البابا إنّ الكنيسة ليست سيدة المجتمع، بل خادمة المجتمع. اعتبر البابا المجمع الفاتيكاني الثاني مجمعًا رعويًا، بحيث لم تصدر عنه أي عقائد كاثوليكية جديدة ولكنه رغم ذلك أعاد دراسة وتمحيص عقائد وتشريعات قديمة. كما وصف المجمع بأنه "يوم عنصرة جديد" أي تدفق جديد للروح القدس.

 

أصدر البابا ثمانية رسائل عامة خلال حبرية قصيرة نسبيًا، إثنان منهما إعتُبرا شديدي الأهمية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية المعاصر، هما "السلام في الأرض" و"أم ومُعلمة". حاول البابا خلال رسائله العامة، تقريب الكنيسة الكاثوليكية من العالم الحديث، وتكييفها مع متطلبات الزمن المعاصر، وهو ما يتطلَّب العودة التامة لمبادئ الإنجيل المُعاش. كما نشط في تحفيز الإصلاحات الاجتماعية للطبقة العاملة والفقراء والأيتام والمنبوذين، وحثّ على التعاون مع الديانات والمذاهب الأخرى، بيد أن منشوره البابوي "أم ومعلمة" الذي صدر عام 1961، ركز على الإصلاح الاجتماعي ومساعدة البلدان النامية.

 

رقد فى الرب يوم 3 حزيران 1963، نتيجة اصابته بالسرطان في الجهاز الهضمي عن عمر يناهز الحادية والثمانين. أعلن طوباويًا في 3 أيلول 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني. وشاءت العناية الإلهية أن يعلنا قديسين معًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية جمعاء في 27 نيسان عام 2014.

 

فلتكن صلاته معنا، آمين.