موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١٠ أغسطس / آب ٢٠٢٠
10 آب: عيد القديس لورنسيوس الشماس، الذي استشهد "مشويًا" من اجل الإيمان
شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين

شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

تحتفي الكنيسة الكاثوليكية في مثل هذا اليوم بتذكار القديس لورنسيوس الذي قضى شهيدًا في روما عام 258، إبان اضطهاد الإمبراطور الروماني فاليريانوس.

 

كان رئيس شمامسة البابا سيكستس الثاني، وكان يحتفل معه بالقداس في دياميس روما، حينما ألقي القبض على البابا، واقتيد للعذاب، ومن ثم الموت. لقي لورنسيوس مصير البابا نفسه حين جلد بالسياط ووضع فوق ألسنة النار على شباك من حديد، فقال للإمبراطور فاليريانوس: "قد أكلت النار جنبي الأول، فأدرني على الجنب الثاني"، فنال إكليل الشهادة محترقًا في مثل هذا اليوم بعد أن صلى من أجل ارتداد روما لله.

 

شيدت خارج أسوار روما كنيسة كبرى على اسم القديس الشهيد دمرت جزئيًا خلال الحرب العالمية الثانية، وزارها البابا بيوس الثاني عشر متفقدًا ومؤاسيًا أبناء المدينة.

 

وُلِد لورنسيوس عام 225 بمدينة أوسكا (شمال إسبانيا)، والتي كانت مستعمرة رومانية في تلك الحقبة التاريخية. والداه هما أورنتيوس وباتينسيا"، ويُذكر أنهما ماتا شهيدان لإيمانهما بالمسيح.

 

إلتقى في حداثته بسكستوس الذي كان مُعلِّمًا كنسيًّا كبيرًا من أصل يوناني، عندما كان يُعلِّم ويعظ في مدينة سارجوسا فتتلمذ لورنسيوس على يديه، وغادر معه إلى روما. وتم إختيار سكستوس ليكون بابا روما عام 257 عندما، وفي نفس العام رسم لورنسيوس شمّاسًا، وبرغم كونه الأصغر سنًا، عيّنه البابا سكستوس الثاني رئيسًا لسبعة شمامسة آخرين في خدمة الكنيسة البابوية، وذلك لأنه كان يتوسّم فيه كل الخير بسبب تقواه الملحوظة. بالتالي صار رئيس شمامسة روما وهي مسؤولية تحتاج لشخص يتمتع بامانة التامة والزُهد، بشكل خاص لأنه مسؤول عن التبرعات التي تجمعها الكنيسة من أجل الفقراء والأرامل.

 

في آب من العام 258، أصدر الإمبراطور الروماني الوثني فالريانوس مرسومًا يقضي بمصادرة أي ممتلكات لأشخاص يثبت أنهم مسيحيين، وجميع ما تحت تصرُّف الكنيسة من أموال، كما أمر بسرعة إعتقال وإعدام كل الأساقفة والكهنة والشمامسة. فتم القبض على البابا سكستوس الثاني وأعدم على الفور في 6 آب 258.

 

وعلم لورنسيوس بقرب استشهاده لكونه شمّاس، قام خلال ثلاث أيام بتجميع كل ما تملكه الكنيسة من صدقات لتوزيعها على الفقراء بأسرع ما يمكن ليمنع إستيلاء الوالي عليهم وفقاً للأمر الإمبراطوري. وبمجرد إنتهاءه من توزيع أموال الكنيسة على الفقراء، قام بتسليم نفسه للوالي وتبعه كثير من الفقراء والعرج والعميان الذين حصلوا على الصدقات.

 

فلما أمره الوالي بتسليم ممتلكات الكنيسة لخزانة الدولة، أشار لورنسيوس إلى الفقراء الذين تبعوه وقال له: "هؤلاء هُم ثروة الكنيسة الحقيقية". ثم نظر إليه قائلاً: "الكنيسة بالحق أغنى من إمبراطورك". فكان هذا تحدياً لأوامر الإمبراطور فالريانوس فأمر بإعدامه عن طريق التعذيب والموت البطيء حتى لا ينال لورنسيوس الإستشهاد بشكل مباشر كما أراد وتوقع.

 

أمر الحاكم بإحضار شبكة حديدية وربط فوقها الشماس لورنسيوس، وأشعل تحتها الفحم حتى يحترق ببطء، وقد رأى المسيحيون نورًا جميلًا يشع من وجهه واشتموا رائحة زكية تخرج من جسده المحترق. يقول القديس أمبروسيوس عن الشهيد لورنسيوس أنه بينما كانت النيران تشتعل في جسده كانت نيران الحب الإلهي تشتعل بقوة أكبر في قلبه حتى أنه لم يهتم بالألم. ثم صلّى من أجل انتشار المسيحية في روما والعالم كله وبعدها أسلم الروح، ليلحق بمعلمه البابا سكستوس الثاني والشمامسة السبعة الذين كانوا تحت رئاسته.

 

ذخائره محفوظة بإكرام في بازيليكا سان لورنسيوس بروما، وكذلك الشبكة الحديدية التي تم تعذيبه وشوائه حتى الموت عليها.

 

هو شفيع هولندا وإسبانيا، والفقراء. شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين