عن الاتحاد الاماراتية

ﺗﺘﺠﺪد اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﯿﺔ وﻳﻌﺎد ﺗﻨﺎوﻟﮫﺎ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ، ﻣﻨﮫﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺠﺢ وﻳﺨﻄﻒ اﻷﺿﻮاء ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﮫﺎ وﻣﻨﮫﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﺠﻞ اﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ دون أي ﺣﻀﻮر أو ﻋﻼﻣﺔ ﻻﻓﺘﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﺎر إﻟﯿﮫﺎ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر.

"اﻟﺒﺆﺳﺎء" ﻣﻠﺤﻤﺔ أدﺑﯿﺔ ﺳﺠﻠﺖ ﺣﻀﻮرا ﻻﻓﺘﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮ واﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﯿﻜﺘﻮر ھﯿﺠﻮ. ﺧﺮﺟﺖ ھﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﺷﺨﺼﯿﺎﺗﮫﺎ وأﺣﺪاﺛﮫﺎ وﻓﻜﺮﺗﮫﺎ ﻣﻦ اﻟﻮرق ﻟﺘﺘﺠﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺎت اﻟﻤﺴﺮح، وﻟﺘﺼﺪح ﺑﻤﻌﺎﻧﺘﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ، وﻟﺘﺮﺳﻢ أﻟﻮاﻧﮫﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل، ﻧﻌﻢ ﻣﻦ ھﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﮫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻛﺮﺗﻮﻧﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﺮض ﻟﻠﺼﻐﺎر ﺑﻌﻨﻮان "ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ"، ﻓﺎﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻛﺜﯿﺮًا ﻋﻤﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﻪ اﻵن، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ھﻨﺎك اﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﻌﻘﻠﯿﺔ اﻟﻄﻔﻞ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻜﺮة رﺳﻮم ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻟﻄﻔﻞ وأﺧﺮى ﻟﻠﻜﺒﺎر، اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﯿﺪ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﺼﻐﺎر ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻤﺸﺎھﺪة اﻟﺼﻐﯿﺮ واﻟﻜﺒﯿﺮ. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻧﺎﻓﺬﺗﻨﺎ ﻟﻠﺨﯿﺎل واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻵﺧﺮ، ﻛﻤﺎ أﻧﮫﺎ ﺗﺒﺤﺮ ﺑﻨﺎ إﻟﻰ أﻓﻜﺎر ﻏﺎﺻﺖ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ؛ ﻓﻌﻤﻞ "ﻛﺎﻟﺒﺆﺳﺎء" ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻠﺴﻔﺔ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﻠﺨﺺ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﯿﮫﺎ ﺣﯿﺎة اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎوﻟﮫﺎ اﻟﻘﺼﺔ. ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺰﻟﻨﺎ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ اﻵن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻓﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ وﻋﻤﻖ اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫﻤﺎ أن ﻳﺨﻠﻘﺎ ﺧﯿﺎ ًﻻ ﺑﻨﺎء ﻟﻠﻄﻔﻞ. رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻓﮫﻢ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺻﻐﺮي، وﻟﻜﻨﻲ ﻓﮫﻤﺖ ﻓﻜﺮﺗﮫﺎ وﻛﻮﻧﺖ ﻓﻠﺴﻔﺘﻲ اﻟﺼﻐﯿﺮة ﺣﻮل ھﺆﻻء "اﻟﺒﺆﺳﺎء" ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻲ اﻟﻤﺤﺪودة اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﻓﻖ ﺳﻨﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ. ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﺼﺔ "اﻟﺒﺆﺳﺎء" اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻛﺜﯿﺮًا ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺷﺎھﺪﺗﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻛﺮﺗﻮﻧﻲ، وﻟﻜﻦ اﻟﻔﻜﺮة وأﺑﻌﺎدھﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ وﻏﺪت أﻛﺜﺮ رﺳﻮﺧًﺎ ﻓﻲ وﺟﺪاﻧﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺮوﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺮأﺗﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺮ. ارﺗﺒﻄﺖ ﻗﺼﺔ "اﻟﺒﺆﺳﺎء" ﻋﻨﺪي ﺑﺎﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وذﻛﺮﻳﺎﺗﮫﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﻨﻜﺮ ﺿﯿﺎع اﻟﻔﻜﺮة واﻟﻤﻀﻤﻮن ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل. اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ أﺷﯿﺎء ﻛﺜﯿﺮة ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺎر اﺳﺘﯿﻌﺎﺑﮫﺎ وﺧﯿﺎﻟﻪ أرض ﺧﺼﺒﺔ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻧﺰرع ﻓﯿﮫﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺻﯿﻞ وﻧﻐﺮس ﻓﯿﮫﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﻢ، ﻓﻠﻤﺎذا اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻤﺎ ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد؟ ﻟﻤﺎذا اﻟﺮﻛﻮن؟ ﻟﻤﺎذا ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ وﻋﺎﻟﻤﻨﺎ؟ وﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﻗﺮاءة اﻟﺮواﻳﺔ أﺟﻤﻞ وﺗﻌﻄﻲ ﻣﺠﺎﻻ ﻷي ﻃﻔﻞ ﺑﺎﻟﺨﯿﺎل؛ ﻓﮫﻮ اﻟﻤﺨﺮج اﻟﻮﺣﯿﺪ وﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻔﺎء ﺑﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻄﻔﻞ، ﻟﺬا ﻣﮫﻢ ﺟﺪا وﺟﻮد ﻧﻮﻋﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷدب.

ﻋﺎد ﻋﻤﻞ "اﻟﺒﺆﺳﺎء" ﺑﺤﻠﺔ ﺳﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﺘﺎزﻳﺎ واﻟﺒﮫﺮﺟﺔ واﻷﺻﻮات واﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻰ. ﻋﺎد ﺑﻀﺠﯿﺞ أﺛﺎر اﻟﻨﻘﺎد واﻟﻤﺸﺎھﺪﻳﻦ واﻟﻜﺘﺎب، ﻋﺎد ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﻋﺎدة ﻣﻌﻪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷدﺑﻲ واﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ واﻟﻤﺴﺮح ﺣﺘﻰ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻲ.