موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٢٢ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
’مراحل مسيرة التجسد‘.. كتاب من إعداد الأخ بولس رزق الفرنسيسكاني

القاهرة - الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">أعدّ الراهب بولس رزق، من إقليم العائلة المقدسة لرهبنة الأخوة الأصاغر (الفرنسيسكان) في مصر، كتابًا يحمل عنوان: &quot;مراحل مسيرة التجسد؛ كتاب صلاة&quot;، وهو عبارة عن سلسلة من الأفكار الروحية والتأملات الكتابية التي تهيىء قلوب المؤمنين إلى استقبال الطفل يسوع في مذود بيت لحم، واردًا فيه خبرة القديس فرنسيس الأسيزي.</span></p><p dir="RTL">وفيما يلي نص مقدمة الكتاب:</p><p dir="RTL">1. مسيرة التجسد هي الطريق نحو الطفل يسوع، والسير مع الآباء والأنبياء لنقدم للطّفل يسوع حياتنا، لكي يولد في قلوبنا، ويجعلها مغارة القرن الواحد والعشرين. نعم، هذه هي قلوبنا، مغارة ملوثة بشهوات العالم وعبوديّة الخطية. من حبّه غير المتناهي للبشريّة، أراد أنْ يسكن في الفقراء والمهمشين، ويقودنا في درب القداسة.</p><p dir="RTL">2. تعيش الكنيسة هذه الأيام التامل في زمن المجيء والاستعداد لاستقبال المخلص. من خلال مسيرة التجسد التي تقودنا نحو روحانيّة عميقة فى تاريخ الله الخلاصيّ للبشر، لأنّنا لا نستطيع أن ننسى أنّ تجسد الله هو نتيجة حبّه للبشريّة جمعاء. وعلينا اليوم أن نسير نحو الحبّ لكي نكتشف الكنز الحقيقيّ بتجسد يسوع المسيح في وسطنا. هكذا الميلاد نستعد لاستقبال طفل المغارة في قلوبنا.</p><p dir="RTL">3. نعيش خبرة القديس فرنسيس الأسيزِيّ، هو أوّل شخص قام بعمل مغارة حقيقيّة مُجسّدة من البشر للطفل يسوع. ونحن اليوم نستقي من روحانيته للعودة إلى المغارة. بهذا نختبر السلام الحقيقيّ النابع من الله المتجسد. وفي عام&nbsp; 1223م أراد القديس فرنسيس أن يتذكّر الطفل الذي ولد في بيت لحم، كي يعيش بشكل حسّي المعاناة التي قاساها المولود الجديد (يسوع). وكان فرنسيس مدفوعاً بروحانيّةٍ يمكن تسميتها &quot;الواقعيّة المسيحيّة&quot;.</p><p dir="RTL">ولكي يُحقِّق فرنسيس رغبته، طلب من رجلٍ في قرية جريتشو أن يُعيره مغارته مع الحمار والثور. وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل، وأقيمت هناك ذبيحة القداس الإلهيّ. وتذكر المصادر التاريخيّة أنّ فرنسيس، بما أنّه كان برتبة شماس إنجيليّ، قام بقراءة الإنجيل المقدس، ثمَّ ألقى على الحاضرين عظة، تحدّث فيها بكلماتٍ رقيقةٍ عذبة &quot;مشيدًا بالمولود، الملك الفقير، وبمدينة بيت لحم الفقيرة&quot;.</p><p dir="RTL">لم يكن في مذود &quot;فرنسيس&quot; سوى الثور والحمار والمعلف. أمَّا مريم ويوسف فلم يكونا هناك. كان يقصد بذلك أن يترك لنا المكان فارغاً لنملأه نحن بحضورنا. والجمهور شارك في القداس، وأصغى إلى فرنسيس وهو يعظ عن يسوع طفل بيت لحم. لقد كان مذودًا &quot;إفخارستيّاً &quot; بامتياز.</p><p dir="RTL">4. في كنيستنا الكاثوليكيّة الصلوات بكلّ أنواعها تقود الإنسان إلى علاقته بالله. وعلى سبيل المثال درب الصليب.</p><p dir="RTL"><strong>توزيع مسيرة التجســد</strong></p><p dir="RTL">المرحلة الاولى: خلق الإنسان والكون. خلق الله الإنسان لكي يُشاركه في الخليقة ويُحافظ عليها، وفي سرّ التجسّد يأخذ يسوع جسدنا البشريّ ويرفعه من حالة الخطية إلى حالة النعمة.</p><p dir="RTL">المرحلة الثانية: سقوط الإنسان، بالخطية رفض الحبّ والعهد المقدم من الله.</p><p dir="RTL">المرحلة الثالثة: نوح البار: يشارك في مشروع الله الخلاصيّ وينادي بالعودة والتوبة إلى الله.</p><p dir="RTL">المرحلة الرابعة: إبراهيم أبو الآباء. وعد الله إبراهيم أبا الآباء أن يكون له نسل أكثر من رِمال البحار ونُجوم السماء، وهذا الوعد يتحقّق في يسوع المسيح مخلص العالم الوحيد.</p><p dir="RTL">المرحلة الخامسة: موسى النبيّ &quot;ممثل الشريعة&quot;، الله يدعو موسى لكي يقود شعبه المختار وينقذه من العبوديّة.</p><p dir="RTL">المرحلة السادسة: تمثل راعوث الشعب الوثنيّ المشارك في نسب المخلص&quot;بُوعَز ولَدَ عُوبيد مِن راعوت وعُوبيد ولَدَ يَسَّى ويَسَّى ولَدَ المَلِكَ داود&quot; (متّى 1: 5-6).</p><p dir="RTL">المرحلة السابعة: داود النبيّ، يكتب لنا القديس متّى قائلًا: &quot;ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ أبنِ إبراهيم. فإبراهيمُ وَلَدَ إسحقَ، وإسحقُ وَلَدَ يعقوبَ&quot; (متّى 1: 1).</p><p dir="RTL">المرحلة الثامنة: إيليَّا النبيّ ممثل الأنبياء، موسى وإيليا الشريعة والأنبياء، وفى حدث التجليّ على جبل طابور يظهران مع يسوع لكي يعلنا أنّ يسوع المسيح هو كمال الوحي الإلهيّ.</p><p dir="RTL">المرحلة التاسعة: زكريا الكاهن، ويمثل الكهنة، ويوحنا المعمدان الأنبياء، وداود النبيّ الملوك. ويسوع المسيح يحمل في ذاته الكاهن والملك والنبيّ.</p><p dir="RTL">المرحلة العاشرة: بشارة الملاك لمريم العذراء، مريم العذراء في الفكر الإلهيّ قبل الخليقة. في هذا الحدث أعلن للسيِّدة العذراء إنّها ستكون والدة الحمل والراعي، ومن خلال مريم العذراء أتى الله الكلمة وسطتنا.</p><p dir="RTL">المرحلة الحادية عشرة:&nbsp; زيارة مريم العذراء، تقدم لنا مثالاً رائعًا في خدمة يسوع للبشريّة. مريم المبشّرة أيّ بيت القربان المتجول على جبال يهوذا لكي تقدمه للبشريّة في صورة أليصابات.</p><p dir="RTL">المرحلة الثانية عشرة: يوحنا المعمدان، وهو آخر نبي يعد الطريق ليسوع المتجسد. &quot;هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي&quot; (يو 1: 15)، يدعونا يوحنا إلى التوبة والتحول الجذريّ. والتوبه هي أنْ تُغيِّرَ حياتك لكي يتجسد الله ويسكن فيك.</p><p dir="RTL">المرحلة الثالثة عشرة: يوسف البتول، حارس العائلة المقدسة، ودوره أساسيّ في أسرة الناصرة، فكلّ إنسان له دور في مخطّط الله الخلاصيّ. ويمثّل القدّيسُ يوسف العمال.</p><p dir="RTL">المرحلة الرابعة عشرة: الميلاد، تجسّد الكلمة في المذود.</p><p dir="RTL"><strong>صـلاة</strong></p><p dir="RTL">يا طفل المغارة، نطلب منك أن تأتي في قلوبنا لكي تجدّد حياتنا بميلادك العجيب. أجعلنا نولد ولادة جديدة معك، نكون قديسين كما أنّك قدوس. وأجعلنا شهود الميلاد &quot;كما أنّ الآب هو الشاهد للابن والروح القدس. والابن يكرز عن الآب والروح القدس. والروح القدس يكشف لنا عن الآب والابن، لكي يُعبد الثلاثة باسم واحد (كلمات من القداس الحبشيّ). وأقدم لك ذاتي بجملتها: أيّ أفكاري، وأقوالي، وأفعالي، وحركات قلبي، وعواطفي، من الآن وإلى النفس الأخير من حياتي. آمين.</p>