موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
’زغاريد‘ في أول قداس لعيد لميلاد في الموصل منذ اندحار ’داعش‘

الموصل – أ ف ب :

احيا مسيحيون قداس الميلاد الأحد في كنيسة مار بولس للكلدان في الموصل للمرة الاولى منذ سقوط حكم ’داعش‘ مطلقين الزغاريد تعبيرًا عن الفرح بمعاودة طقوسهم وسط اجراءات أمنية مشددة في ثاني مدن العراق التي تمت استعادتها في تموز الماضي.

ويحتفل المسيحيون بالميلاد بعد أن منع المتطرفون الوجود المسيحي في المدينة منذ سيطرتهم عليها منتصف عام 2014، واعلنوا ما يسمى دولة "الخلافة" على مناطق المناطق التي كانت خاضعة لهم في العراق وسوريا المجاورة.

وشارك حسام عبود (48 عامًا) في القداس وهو على كرسي للمعوقين بعد عودته مطلع الشهر الحالي الى الموصل من اقليم كردستان الذي يبعد عشرات الكيلومترات اثر لجوئه الى هناك هربا من تنظيم الدولة الاسلامية. واكد ان احتفال اليوم يعتبر "مؤشرا على عودة الحياة والفرح الى الموصل. من خلال هذا القداس نرسل رسالة سلام ومحبة لان المسيح يعني السلام ولا حياة بدون سلام".

وقالت فرقد مالكو التي عادت مؤخرا ان "الاحتفال والصلاة في الموصل مهمين لاحياء الحياة المسيحية" في المدينة وضواحيها حيث تعيش أقلية كبيرة من المسيحيين. واضافت لفرانس برس "بهذا الاحتفال، نريد ان نقول لهم ان اهل الموصل جميعهم اخوة بغض النظر عن ديانتهم ومعتقدهم ورغم كل معاناتهم والاضرار التي لحقت بهم". وفيما ترددت تراتيل الميلاد، اكدت مالكو ان "الوجود هنا في الكنيسة يشكل فرحا كبيرا" .

وكنيسة مار بولس هي الوحيدة التي ما زالت قائمة في الموصل حيث كانت هناك قرابة ثلاثين كنيسة. وقد اعاد تأهيل الكنيسة مجموعة من الشباب قبل ايام قليلة مع تعليق ستائر على النوافذ التي تطاير زجاجها جراء المعارك والانفجارات. ووسط الشموع واشجار الميلاد والستائر البيضاء لاغلاق إطارات النوافذ، اختلط مسلمون مع المسيحيين، فضلا عن المسؤولين من السلطات المحلية والمؤسسات العسكرية.

وانتشرت عربات مدرعة عسكرية قرب الكنيسة حيث علقت صورة "شهيد" مسيحي قتله الجهاديون في الموصل. دفع اضطهاد المتطرفين للاقليات في محافظة نينوى، خصوصا الايزيديين والمسيحيين وبينهم الكلدان والسريان والاشوريين، الى نزوح جماعي من مناطق سهل نينوى.

من جهته، قال دريد حكمت طوبيا مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين، ان "بين 70 الى 80 عائلة مسيحية عادت الى الموصل وستتبعها عائلات اخرى". وقالت مينا رامز (20 عامًا) التي عادت الى منزلها مع عائلتها قبل شهرين مع تزامن بدء العام الدراسي "انها ارضنا هذه منازلنا وسنقوم بكل ما يلزم مع اخواننا من جميع الاديان لاعادة بناء الموصل". واضافت "لن نتخلى ابدا عن الارض التي ولدنا فيها".