موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٩ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
’جمعة الرحمة‘.. رسالة المسيحية الأساسية

بغداد - الأب ألبير هشام نعوّم :

<p dir="RTL">لم يكتفِ البابا فرنسيس بإعلان &quot;سنة الرحمة&quot; للكنيسة الجامعة قبل ثلاث سنوات (ك1/2015 &ndash; ت2/2016)، بل لا زال يقوم بمبادرات رحمة إلى حدّ أن أهل روما تعوّدوا عليها وأصبحوا ينتظرونها ويتوقعون أن يرون الأب الأقدس ينزل إلى شوارعهم مشيًا على الأقدام ليتفقد المرضى والفقراء والمتروكين. ومن أهمّ مبادرات قداسته &quot;<strong>جمعة الرحمة</strong>&quot; التي أراد أن ترافق يوبيل الرحمة، واشتهر بها <strong>بزياراته المفاجئة</strong>: ففي أواخر 2018، زار قداسته جمعية طوعية في ضاحية روما الجنوبية وجماعة لإعادة تأهيل شباب يعانون من أمراض نفسية، وكان هؤلاء الشباب قد أرسلوا للأب الأقدس رسالةً قبل أشهر يتحدثون فيها عن معاناتهم، وتفاجئوا في يومٍ ما بزيارة البابا لهم.</p><p dir="RTL">وحتّى في سفره خارج مقرّ إقامته في الفاتيكان، لا ينسى قداسته &quot;<strong>جمعة الرحمة</strong>&quot;: ففي زيارته الأخيرة إلى بنما في لقاء الشبيبة العالمي وقبل عودته إلى روما، أراد أن يجعلها &quot;<strong>جمعة الرحمة</strong>&quot; من خلال زيارته سجن الأحداث في باكورا. ومن الرائع أن جميع الأحداث ارتدوا في السجن سترة &quot;اليوم العالمي للشباب&quot;، فهم لم يستطيعوا المشاركة في هذا الحدث، ولكن الحدث جاء إليهم داخل السجن! وأشار مدير دار الصحافة التابع للكرسي الرسولي في حديثه مع البابا إلى هذه الزيارة، ونقل عن قداسته قوله إن الرحمة هي الرسالة الأهم التي يريد أن يشهد لها... مضيفًا أن جميع الأشخاص يحتاجون إلى الرحمة.</p><p dir="RTL">جمعة الرحمة هي تذكير لكلّ الكنيسة: لا ننسى الإنسان المحتاج في رسالتنا المسيحية، فهو المقياس الوحيد لخدمتنا كلّها! كما أشار البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي الثاني للفقير، بأن هناك كثيرًا من المبادرات وإن كانت أساسية وهامّة، ولكنّي أخشى أنها لإرضاء ذاتنا ولا تستطيع بالتالي أن تسمع لهذا الفقير!</p><p dir="RTL">جمعة الرحمة تذكّرنا أنّ رسالتنا المسيحية هي رسالة الله في هذا العالم، وليست وسيلةً نصعدُ من خلالها إلى سلّم الشهرة ونبرز من خلالها أنفسنا على حساب الآخرين. فكلّ فعل رحمة يخلّص الكنيسة من النظريات الجامدة والأفكار المثالية التي تتطايرُ في الهواء وتفرّق الإخوة، ويجعلها تنزل في الواقع أكثر حيث تجسّد المسيح وأعطانا خلاصه كجماعة متّحدة.</p><p dir="RTL">فلنأخذ قرارًا مع أنفسنا من اليوم، ولنعش &quot;<strong>جمعة الرحمة</strong>&quot; مع البابا فرنسيس ولو بفعلٍ صغير جدًا: اتصال هاتفي لصديق يحتاج من يسمعه، زيارة مفاجئة لأخ يعاني من الوحدة، ابتسامة صادقة في وجه من فقد الأمل، وإن سنحت لنا الفرصة فلنقمْ بفعل رحمةٍ أكبر، بل بأفعال رحمة، فبها فقط نعيش مسيحيتنا في الواقع! ولنطلب من الله، إله الرحمة، الغفران على كلّ مرةٍ لم نعش فيها رحمته!</p><p dir="RTL">شكرًا لقداستكم، أيها الأب الأقدس، وشكرًا لتذكيرنا برسالتنا المسيحية الأساسية من خلال &quot;جمعة الرحمة&quot;!</p>