موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
’بابا نويل الحقيقي‘ ينتظر زوار العالم في فنلندا

روفانييمي - وكالات :

مع اقتراب عيد الميلاد، يتوافد الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى منطقة لابلاند الفنلندية في الدائرة القطبية الشمالية للقاء "سانتا كلوس" ومعاينة أسلوب عمله والإفادة من الثلوج لممارسة أنشطة شتوية متنوعة.

فبانتظار يوم 25 كانون الاول، يتهافت السياح لملء سلة الهدايا الضخمة بالتذكارات التي ابتاعوها بأسعار باهظة من القطب الشمالي.

ويستقبل "سانتا كلوس" في مملكته عند الدائرة القطبية الشمالية في فنلندا زوارا وافدين من اوروبا وروسيا واميركا وآسيا ينتظرون بفارغ الصبر حاملين قبعاتهم في يدهم بانتظار اللقاء المقتضب الذي يمنحه اياهم "يولوبوكي" وهو اسمه بالفنلندية والصورة التقليدية التي يلتقطها معهم في مقابل مبلغ مالي.

وتصرح ماري غليدال وهي طفلة انكليزية في الثامنة من العمر أتت من ساوثهامبتون مع والديها وشقيقها وشقيقتها "لقد رأينا سانتا كلوس آخرين لكنهم لم يكونوا حقيقيين. لكن هنا قالوا لنا إننا نلتقي بسانتا كلوس الحقيقي".

وتقول الروايات أن "سانتا كلوس" يعيش في في مكان سري وسط أشجار الشوح المغطاة بالثلوج. لكن أين هذا الموقع بالتحديد؟ الروايات تختلف بين القطب الشمالي وألاسكا والسويد وفنلندا.

وتسعى روفانييمي "عاصمة" لابلاند الفنلندية لانتزاع اعتراف عالمي بنسب "سانتا كلوس" اليها بعدما أعلنت نفسها العام 2010 مدينة رسمية لهذا العجوز المكتنز ذي الذقن البيضاء.

وعلى بعد بضعة كيلومترات، في "قرية سانتا كلوس" المقامة قبالة محطة وقود كبيرة، يتهافت الناس لاجتياز الدائرة القطبية المشار اليها بسلك كبير، للقاء "سانتا كلوس" في مكتبه الخشبي.

لكن من غير الوارد في المقابل زيارة نزله الخاص اذ ان زوجته "ماما نويل" تحرص على الحفاظ على خصوصية العائلة.

وفي غرفة واسعة، يجلس الرجل العجوز الملتحي على كرسي ضخم الى جانب صندوق مملوء بالرسائل.

ويستقبل "سانتا كلوس" هذا سنويا أكثر من 300 الف زائر، وهي مهمة يتولاها بكل رحابة صدر.

ويقول "سانتا كلوس": "أنا سعيد جدا. لم أنهك تماما لكني بطبيعة الحال أشعر ببعض التعب بين الحين والآخر". والحل لهذه المسألة يكمن في "النوم 15 دقيقة ليصبح بعدها كل شيء على ما يرام".

شيزوكا كاواهارا وساكي ايتوي يابانيتان في عقدهما الثالث اجتازتا آلاف الكيلومترات عبر رحلات استمرت أكثر من 24 ساعة من كيودو لمعانقة "سانتا كلوس" لبضع ثوان، وهي لحظة ثمينة لهما تخلدها صورة رقمية.

السعر الأول للصورة يقرب من 35 دولارا. ويمنع بطبيعة الحال استخدام آلة التصوير الخاصة اذ ان هذا الامر يخطف سحر اللحظة بحسب الموظفين في الموقع.

هاري ابن السنوات الأربع يقترب من دون أي خوف من العجوز. سريعا يعطيه قائمة الهدايا التي يرغب بالحصول عليها قبل مصافحته بحرارة مع بعض الشك الظاهر على وجهه.

ويسأل الطفل "ماذا لو كان هذا ليس سانتا كلوس الحقيقي؟" لتطمئنه والدته سريعا مبددة شكوكه حرصا منها على تبرير التنقل لهذه المسافة الطويلة لرؤيته.

وتنتظر في الخارج حيوانات الرنة العائدة لسانتا كلوس بهدوء السياح الراغبين في الانطلاق في رحلة على الثلج.

هذه "السفاري" التي لا تتعدى 400 متر تكلف حوالى 17 دولارا للأطفال و21 للبالغين، وهي تجربة غريبة للسياح الأجانب اذ تتيح لهم اكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة.

وتقول بربيتوا الآتية من دبي "كل ما أخبروني اياه خلال الطفولة استحال حقيقة".

ولا يثبط جو الصقيع مع حرارة لا تتخطى 13 درجة تحت الصفر، عزيمة الزوار الذين يرتدون ملابس خاصة برياضة التزلج.

ويقول السائح الايطالي ماكس "صحيح أن الطقس بارد لكن كنا نتوقع ذلك لأننا قريبون جدا من القطب الشمالي"، مضيفا "كل شيء يبدو ساحرا، الأنوار والمكان".