موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
’أديان‘ تشارك بندوة في الفاتيكان حول سبل تحقيق الكرامة الإنسانية

بيروت – وطنية :

شاركت "مؤسسة أديان" بشخص رئيسها الأب فادي ضو ونائبته الدكتورة نايلا طبارة، في الندوة الدولية حول "سبل تحقيق الكرامة الإنسانية: الشراكة مع المنظمات الدينية" التي عقدت في قاعة السينودس القديمة في حاضرة الفاتيكان - روما، ونظمتها أمانة سر الكرسي الرسولي وسفارة الولايات المتحدة الأميركية في روما، في حضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وساهم في أعمال الندوة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، والسفيرة الأميريكية لدى الكرسي الرسولي كاليستا غينغريتش، إلى مجموعة من ممثلي منظمات دينية بارزة من حول العالم، مثل، سانت إيجيديو، عون الكنيسة المتألمة وكاريتاس وغيرها...

في الجلسة الأولى من أعمال الندوة التي حملت عنوان "تعزيز الحرية الدينية" كانت مداخلة للدكتورة طبارة الذي فقال: "لا أتحدث إليكم اليوم فقط بالنيابة عن مؤسسة أديان، بل أيضا بالنيابة عن العالم الذي انتمي إليه وبالنيابة عن جميع المجتمعات الدينية والثقافية التي تسكنه، وأود بالمناسبة أن أشاطركم بعض مخاوفنا. لا يمكننا أن نبني أي مستقبل إذا كنا نتناحر في ما بيننا: المسلمين مقابل المسيحيين والشرقيين مقابل الغربيين، والمجتمعات المضيفة مقابل اللاجئين، وهكذا دواليك".

اضافت: "في حين أن المصالح الاقتصادية قد تؤدي إلى بعض التقارب بين مختلف البلدان والأديان، فإن تلك المصالح لن تؤدي إلى التغيير المستدام المطلوب للحفاظ على إنسانيتنا المشتركة"، واعتبرت أن "ما يمثل الأسس لأي مستقبل هو القيم والمبادئ التي يجب أن نتفق عليها. قد لا يكون لدينا تعريفات متطابقة بنسبة 100% لبعض المصطلحات بسبب التنوع اللغوي والثقافي والسياسي واللاهوتي، لكن بقدر ما يمكننا قبول بعض الفروق الدقيقة، لا يمكننا السماح لأنفسنا بوجود فجوة تتسلل عبرها قيم معادية مثل الظلم والتمييز والتهميش والاستعلاء".

واوضحت ان "في الجزء الذي نعيش فيه من العالم، وربما في أجزاء أخرى منه، عندما نتحدث عن الحرية الدينية بدلا من حرية الدين أو المعتقد، سنسمح للمجموعات الدينية المهيمنة بتشديد قبضتها على المجتمع وفرض تفسيرها للدين، بدلا من حماية حقوق الأفراد في الاعتقاد أو عدم الإيمان وفقا لضميرهم. لهذا السبب اخترنا في أديان هذه الصياغة: "حرية الدين والمعتقد"، لتسليط الضوء على إمكانية وجود تفسيرات مختلفة داخل الدين، وكذلك الحق في الاعتقاد خارج الدين. ونركز على مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي لتعزيز الحقوق الثقافية والدينية للمجتمعات، بدءا من الاعتراف بهم وإنتهاء بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكاملة بالإضافة إلى مشاركتهم الكاملة".

وتابعت: "في السياق نفسه نختار لوقف الاضطهاد وعواقبه، أن نتحدث عن العدالة الانتقالية التي تعيد حقوق الذين تعرضوا للاضطهاد. لأن التركيز على الاضطهاد بحد ذاته لا يمكن أن يحررنا من دائرة الخوف والمظلومية والكراهية الأبدية. وكمثال على ذلك، في العراق، حيث تنفذ أديان مؤتمر الحوار العراقي لبناء الوطن والمواطنة بين مختلف المكونات وصانعي السياسات. هناك، المظلومية هي تجربة وخطاب جميع المجتمعات والأقليات والأغلبيات على حد سواء، وهذا الواقع يؤكد حقيقة أننا بحاجة إلى نهج تضامني شامل بين المجتمعات يسمح بإنشاء حقوق أصيلة للجميع"، منوهة ب"الدعم الذي وفرته السفارة الأميركية في بيروت لمؤسسة أديان ومشاريعها، خصوصا التربوية منها والمتعلقة بخدمة المجتمع".

يشار الى أن الندوة عملت على "توضيح طرق مشاركة الحكومات والمؤسسات الأخرى مع المنظمات الدينية لتعزيز الحرية الدينية والدفاع عنها ومكافحة الاتجار بالبشر وتقديم المساعدة الإنسانية"، وسلطت الضوء على أن "الشراكة مع المنظمات الدينية هي وسيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية لجميع الناس".