موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
’أبونا‘ يرحب بالأب هشام الشمالي في أولى مقالاته: ’الشفاعة خلاص‘

الأب هشام الشمالي اليسوعي :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">يسر موقع أبونا الإلكتروني أن يعلن للقراء الأكارم بأن الأب هشام الشمالي اليسوعي سيبدأ بنشر كتاباته عبر صفحات موقعكم <span dir="LTR">abouna.org</span>. واليوم يسعدنا أن ننشر باكورة مقالاته: &rsquo;الشفاعة خلاص&lsquo;، وهو تعليق وقراءة معمّقة لإنجيل القديس لوقا 11: 3-5.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">والأب هشام الشمالي، من الرهبانية اليسوعية، من مواليد لبنان. فبعد دراسات في الاقتصاد وعمله في المجال المصرفي، دخل الحياة الرهبانية سنة 2000، بدءًا في مصر. درس الفلسفة في لبنان واللاهوت في فرنسا وأميركا. سيم كاهنًا سنة 2012، وبدأت خدمته الكهنوتية في دير سيدة التعزية في تعنايل &ndash; لبنان لمدة ثلاث سنوات، ثم في القدس وبيت لحم لمدة ثلاث سنوات أيضًا، قبل أن يأتي إلى دير الآباء اليسوعيين في عمّان &ndash; الاردن.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">أهلاً وسهلاً أبونا، في بيت &quot;أبونا&quot;... بيتك</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;"><strong>الشفاعة خلاص</strong></span></p><p dir="RTL">&quot;إِسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم&quot;</p><p dir="RTL">المسيح هو الشفيع الأول والأوحد لدى الآب. هذا مبدأ وأساس كل شفاعة.</p><p dir="RTL">هو الذي قال لسمعان <span dir="LTR">)</span>بطرس<span dir="LTR">(</span> بأنه دعا لأجله ألا يفقد إيمانه (لوقا 22: 32). وعندما كان بطرس في السجن، كانت الصلاة ترتفع من الكنيسة الى اللـه بلا انقطاع من أجله (أعمال 12: 5). والقديس بولس يعلّم أن الذي يدين هو المسيح الذي مات وقام وهو الذي عن يمين اللـه والذي يشفع لنا (روما 8: 34) عند الآب، وقد أعطي له كلّ سلطان في السماء والأرض. فشفاعته خلاص لنا، ولا خلاص بأحد غيره (أعمال 4: 12). وعلامات لهذا الخلاص هي الأفعال التي يعملها بتضرعاتنا. هذه هي حقيقة شفاعة المسيح، الذي يظهر محبة الآب للبشر.</p><p dir="RTL">لذلك كل ما نسأل الآب باسمه، يعطينا إياه (يوحنا 16: 23). باسمه؟ أي معه، وبنيّاته، وبحسب مشيئته، وبحسب كلمته وأعماله... فأسأل الطعام لأنه كثّر الخبز. وأسأل الشفاء لأنه شفى. وأسأل الفهم لأنه فتح أذهانهم. وأسأل الرحمة لأنه غفر. وأسأل الاتّباع لأنه دعا. وأسأل الحياة لأنه أحيا. وأسأل الروح القدس لأنه وعد به وأرسله. والباقي يعطى ويزاد (متى 6: 33).</p><p dir="RTL">فإن صلينا أو تشفعنا فنحن إذا نصلي مع المسيح الذي يقدّم صلاتنا إلى الآب. ومن أراد أن يتطابق مع المسيح، حسن له أن يقتدي به ويصبح شفيعًا كالعديد من القديسين والقديسات (البابا فرنسيس).</p><p dir="RTL">لكن كيف؟</p><p dir="RTL">أقترح هنا خمس خطوات تساعد في صلاة تشفعية أصيلة وأكثر فعالية:</p><p dir="RTL">1. <strong>نظرة الله:</strong> ورأى اللـه أن كل شيء حسن. أسأل نفسي كيف يرى اللـه الأشخاص الذين أطلب من أجلهم حتى ولو كانوا أعداء. أو أسأل نفسي كيف يرى اللـه الشيء الذي أسأله إياه. أنظر إلى عمل اللـه في حياة هؤلاء الأشخاص، إلى تاريخ خلاصهم وأعتبره. هكذا فعل موسى الذي تشفّع لشعبه إذ ذكّر اللـه كيف أخرجهم من مصر وخلّصهم من العبودية، وذكّره بآبائه (إبراهيم وإسحق ويعقوب) كيف حافظوا على العهد (تثنية 9: 26-27). وكيف ينظر اللـه إلى الأشياء التي أطلبها؟ هل هي لحياتي؟ هل هي لخلاصي (الحياة الأبدية)؟ هل هي لخلاص من أطلب له؟</p><p dir="RTL">2. <strong>نظرة الانسان الى ما هو حسن.</strong> ورأى اللـه أنّ كل شيء حسن. هل كل شيء سيء؟ طبعا لا. هنا وفي الكلام عن الشفاعة، لا يمكن إلا أن نذكر ربما أكثر صلاة شفاعة معبّرة في العهد القديم، وهي شفاعة ابراهيم للمدن الخاطئة وكيف كان يستعطف اللـه للقليل القليل من الأشخاص الأبرار فيها فلا يضرب المدن ضربته الديانة (تك 18: 22-33).</p><p dir="RTL">3. <strong>الصدق لا المواربة.</strong> أن يحدّد الانسان ما المشكلة بشكل واضح، وأن يحدّد الحاجة الحقيقة. ماذا يريد الانسان الربّ أن يصنع له؟ مرتى اتهمت الربّ باللامبالاة واشتكت على مريم، لم تتكلّم عن مشكلتها الحقيقية (لوقا 10: 40). في حين أن مريم أم يسوع، توجّهت إليه بوصف مباشر وواضح وصريح لمشكلة الناس الذين تتشفع من أجلهم: لم يعد عندهم خمر. ثم تثق (يوحنا 2: 3).</p><p dir="RTL">4. <strong>المثابرة في الطلب.</strong> وهذا أيضًا معنى اللجاجة في الطلب التي تكلّم عنها يسوع في الانجيل المذكور. واللجاجة هي بعيدة كل البعد عن الالحاح الذي يعطي طابعًا طارئًا لما يطلبه المتضرع: ليكن لي ما أريده الآن وحالاً. واللجاجة هي أيضًا بعيدة كل البعد عن فقدان المهابة والاحترام تجاه اللـه واتهامه لعدم استجابة الصلاة. فالمثابرة في الطلب وتكراره يساعدان على محاججة أفضل، وعلى تنقية الدوافع من كل انطواء ذاتي، وعلى الصبر على تدبير اللـه وحكمته ووقته.</p><p dir="RTL">5. <strong>الثقة في الله</strong>. ليثق الانسان ويعي بأنه يتكلّم مع الآب الذي يسمعه، لأنه يصلّي مع المسيح.</p><p dir="RTL">ليثق بأنه سينال ما يطلبه، لا بل ليشكر وكأنّه ناله. اسمع/ي صلاة يسوع من أجل لعازر في يوحنا 11: 41-42: &quot;شكرا لك يا أبت، على أنك استجبت لي، وقد علمت أنك تستجيب لي دائما أبدًا&quot;. ومن بعد ذلك، يأمر يسوع لعازر أن يخرج. يحسن لنا أن يصير كلام يسوع هذا مقدّمة لكل طلب وشفاعة.</p><p dir="RTL">هذه الخطوات مفيدة لشفاعة أكثر سلامًا وتعبّر عن إيمان مؤمن. فليتشفع الإنسان بكلّ نفسه وقلبه وقوته، ليس لمجرد أن ينال ما يسأله. لكن، في الشفاعة عمل خلاصي، فهي تساهم في أن يظهر اللـه من خلالها قدرته، وأعماله ومحبّته للبشر.</p><p><span dir="RTL">&quot;خلّصنا يا ابن اللـه، يا من هو عجيب في قديسيه&quot;.</span></p>