موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٢ فبراير / شباط ٢٠١٣
ھﻞ ﺟﻌﻠﻨﺎ اﻹﻋﻼم اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ أﻛﺜﺮ أم أﻗﻞ ذﻛﺎء؟

ﺑﺎﺗﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ وردم :

ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات اﺟﺘﺎﺣﺖ أدوات اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮﻓﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻮاﺻﻞ وﺗﺪﻓﻖ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت. ھﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ ﺳﺎھﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﻛﺴﺮت ﺣﻮاﺟﺰ ﺻﻠﺒﺔ وﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻛﺎن ﯾﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺎﻧﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮط. ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﺑﻨﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻛﻢ ھﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﺒﺮ ﻛﺒﺴﺔ ﺷﺎﺷﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎزھﺎ اﻟﺨﻠﻮي اﻟﺬﻛﻲ أﺗﺬﻛﺮ ﻛﯿﻒ ﻛﻨﺖ أﻗﻀﻰ ﺳﺎﻋﺎت طﻮﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯿﺔ اﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﺮاﺟﻊ، واﻧﺘﻈﺮ ﻧﺸﺮة أﺧﺒﺎر اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺼﺤﻒ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ واﻟﻤﺠﻼت اﻷﺳﺒﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺮﻗﯿﺐ ﻷﻋﺮف ﻣﺎذا ﯾﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻟﻜﻦ ھﻞ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ أﻛﺜﺮ أم اﻗﻞ ذﻛﺎء؟

ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ أدرك ﻣﺤﺒﻄﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ وﻣﻨﺬ ﺑﺪات ﺑﺎﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﯿﺴﺒﻮك وﺗﻮﯾﺘﺮ واﻟﻤﺪوﻧﺎت ﻗﺒﻞ 4 ﺳﻨﻮات ﻟﻢ أﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ اي ﻛﺘﺎب، واﺻﺒﺤﺖ أﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺼﺒﺮ ﻟﻘﺮاءة ﻛﺘﺎب ﺟﺪﯾﺪ أو اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺒﺤﺚ طﻮﯾﻞ وﺟﺪي ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت. وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪ اﯾﻀﺎ ﺑﺄن اﺧﺘﺮاع اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺟﻌﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ ﺗﺎرﯾﺨﺎ ﻣﻨﺘﮭﯿﺎ ورﺑﻤﺎ ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن آﻧﺬاك ﺑﺄن اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺳﻮف ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎس اﻗﻞ ذﻛﺎء. ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻧﺘﺎﺟﮭﺎ وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﯾﻘﻊ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻲ ﻓﺦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺰﯾﻔﺔ وﻛﺎذﺑﺔ وﺳﻄﺤﯿﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﯿﺮة وﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ واﻟﺘﻤﺤﯿﺺ.

ﻋﻠﻤﯿﺎ ھﻨﺎﻟﻚ وﺟﮭﺎت ﻧﻈﺮ ودراﺳﺎت ﺗﺪﻋﻢ ﻛﻼ اﻟﻤﻮﻗﻔﯿﻦ ﺣﻮل زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن اﻟﺬﻛﺎء ﻟﺪى ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ أدوات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ اﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻤﻀﻤﻮن. ﺗﺒﺎدل اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ واﻟﻮﺻﻼت واﻟﺼﻮر ھﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ”ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺮﯾﻌﺔ وﺳﻄﺤﯿﺔ“ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﯿﻞ واﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ. ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺮأ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ أو ﻣﻘﺎﻻ طﻮﯾﻼ أو ﺗﻘﺮﯾﺮا اﺧﺒﺎرﯾﺎ ﺗﻔﺼﯿﻠﯿﺎ وﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﺿﻤﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻨﺎ وﻣﺮﺟﻌﯿﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻟﻜﻨﻨﺎ اﻵن ﻧﻨﻘﻞ وﻧﻘﺮأ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺑﺪون ﺗﺮﻛﯿﺰ وﻧﻘﻊ ﺿﺤﺎﯾﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن ﻷﺷﺨﺎص ﯾﺪﻋﻮن أﻧﮭﻢ ﺧﺒﺮاء ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻌﯿﻦ ﻟﻤﺠﺮد ﻗﺪرﺗﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام أدوات اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﺮوﯾﺞ ﻷﻧﻔﺴﮭﻢ.

ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈن ادوات اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أوﺻﻠﺘﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻮاﻗﻊ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺘﺨﯿﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت. اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻣﻔﺘﻮح وھﻨﺎﻟﻚ ﺗﺠﺪﯾﺪ ھﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ. اﻟﺼﻮر واﻟﻔﯿﺪﯾﻮھﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻘﺎطﮭﺎ اﻟﮭﻮاة ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺼﺪرا ﺣﺮا وﻣﺴﺘﻘﻼ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وﻻ آراء رﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ. اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث ﺗﻨﺸﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺗﺼﺒﺢ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ. اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﯾﻀﺎ اﺻﺒﺤﺖ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﯾﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﺎ ﺑﻜﻞ ﺳﮭﻮﻟﺔ ﻟﺘﺮﺳﯿﺦ ﻣﻮاﻗﻒ أو ﺗﻔﻨﯿﺪ ﺑﻌﻀﮭﺎ اﻵﺧﺮ وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﻛﺸﻒ اﻷﻛﺎذﯾﺐ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻮل. وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺳﺎھﻤﺖ اﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺴﮭﯿﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ودوﻟﯿﺎ وﺧﻠﻖ أﻋﻤﺎل ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺑﻜﻠﻔﺔ رأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ.

ﺳﺎھﻤﺖ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺳﯿﺲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻓﺘﺮاﺿﯿﺔ ﺗﻀﻢ آﻻف اﻟﻨﺎس اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﻘﻀﺎﯾﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ. ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻤﻠﻲ اﺳﺘﻄﯿﻊ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺨﺒﺮاء وﺑﺎﺣﺜﯿﻦ وﻧﺸﻄﺎء ﺑﯿﺌﯿﯿﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻓﻌﺎﻟﯿﺔ راﺋﻌﺔ، وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ رؤﺳﺎء اﻟﺪول واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﺒﺮ ﺗﻮﯾﺘﺮ وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻔﯿﺴﺒﻮك واﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﺷﺨﺎص ﻣﮭﻤﯿﻦ وﻣﺘﻤﯿﺰﯾﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﮭﻢ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ.

ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻷﻣﺮ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ھﻮ أداة ﯾﻤﻜﻦ إﺣﺴﺎن اﺳﺘﻐﻼﻟﮭﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ اﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ أﻛﺜﺮ ذﻛﺎء وﯾﻘﻈﺔ وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أو أن ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ اﻗﻞ ذﻛﺎء وﺧﺎﺿﻌﯿﻦ ﻟﮭﯿﻤﻨﺔ أﺧﺒﺎر ﺳﻄﺤﯿﺔ وﺳﺮﯾﻌﺔ وﻣﺰﯾﻔﺔ ﻧﻨﻘﻠﮭﺎ ﺑﻼ ﺗﺮﻛﯿﺰ.