موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٣
يازجي: لا يستطيع المسيحيون أن يكونوا بخير إذا لم يكن الآخرون بخير

ليا معماري - نورسات :

"نحن المسيحيين جزء مكون لهذا النسيج المشرقي، ومع غيرنا من أبناء هذه الأرض الطيبة، بنينا وسنبني تاريخاً بشرياً مجيداً، عنيت بذلك إخوتنا المسلمين فنحن لا نتقاسم معهم وجوداً مسالماً فحسب، لا بل بوتقة واحدة تصهر الجميع في المواطنة وتبني الغد المشرق يداً بيد وعائلة واحدة".

بهذا الكلام الجوهري المعزي خاطب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال ترؤسه القداس الإلهي في كنيسة سيدة دير البلمند البطريركي على نية أبناء أبرشية حلب وعودة المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم إلى أبرشياتهم مكرمين معافين، حيث عاونه الأرشمندريت موسى الخصي، وكيل المطران بولس يازجي في حلب، ولفيف من الكهنة والشمامسة في حضور فعاليات اجتماعية وتربوية وثقافية الأسرة البلمندية وجمهور من المؤمنين.

وشدد يازجي في عظته "على المعاني الصالحة في الإيمان المسيحي وممارستها في حياتنا اليومية، مركزاً على أن الإنسان المؤمن مطالب بممارسة "الأعمال الصالحة والحسنة التي فيها منفعة، وما عدا ذلك من المباحثات والجدالات وما يتبعها من الأمور أن لم يكن فيها فائدة ونفع لا تعد من الأعمال الحسنة. وما سمعناه اليوم في الإنجيل والرسائل يضعنا من جديد أمام مسؤولياتنا، ويذكرنا جميعاً بالمعنى الحقيقي الأساسي لإيماننا وإعلاننا وقولنا أننا نؤمن بالله".

وتابع بالقول "يا أبنائي، كأننا نتلقى اليوم هذه الدعوة الجديدة، إننا عندما نعلن إيماننا بالله القدير المحسن والمخلص الذي تجسد من أجل خلاصنا كي يعطينا الحياة الأبدية، يعني ذلك أن ننسكب في حياته بالأعمال الحسنة والمفيدة كي تعبر أعمالنا عما نقوله وعما في داخلنا من إيمان وحضور لله في كياننا. لذا عندما يعلن الإنسان إيمانه بالله فانه يعيشه، ويتألم مع المسيح، ويعمل بمحبة الأعمال الصالحة، ويلتزم بجميع المبادئ والقيم والأخلاق المسيحية. وكلنا مدعوون أن نحمل مبادئ المحبة والسلام واللطف والوداعة والصدق والصلاح وطول الأناة واحترام الآخر وننادي بها لأنها حياة بالنسبة لنا وليست نظران وفلسفة. وعلينا أن نتلقف هذه المبادئ والتعاليم والوصايا بأذهاننا وعقولنا وحياتنا اليومية وتصرفاتنا لتتفجر أفعالاً حسنة تدخلنا لملكوت السماوات حيث الطمأنينة والسلام. وهذا ما يتلاءم مع بعض من التوصيات التي انبثقت عن شرعة حقوق الإنسان ألا وهي احترام الأخر والتعامل معه باحترام ومحبة وعدل".

وأضاف "كلنا مدعوون أن نكون واحداً بكل أطيافنا وميولنا، إذ أن الكنيسة هي الأم الطيبة التي تحمل على وجهها تلك البسمة التي تريد أن تستقطب الإنسان كي يتلمس حياة المسيح، ولأننا نحن والشعب عائلة واحدة، الكنيسة قائمة على المحبة والتعاون والعيش المشترك، بالتعاضد والتعاون والانفتاح مع إخوتنا المسلمين ونبذ الطائفية لكي نعيش سوياً المواطنة الحق من أجل خير كل إنسان وخير بلدنا، ونقدم الخير لكل إنسان لوطننا".

وعلى وقع هذه المعاني الجوهرية، عرج يازجي على موضوع ثبات أبناء حلب في ديارهم وأبرشياتهم موجهاً لهم تحية تقدير لإخلاصهم لكنيستهم وانتمائهم وصمودهم من خلال صلاتهم القلبية ورجائهم المنقطع النظير في هذا الظرف الدقيق، وبذلك يكون الرجاء الحقيقي وصوت السلام وشهادة الحق.

وفي الختام، وعد البطريرك يازجي الأرشمندريت موسى وأبناء حلب "بأنهم سيرفعون سوياً صلاة الشكر في حلب عقب عودة المتروبوليت بولس معافى مكرم، إلى الخدمة الإنسانية والرعوية التي ائتمن عليها"، متمنياً "أن تتحقق هذه العنصرة بأقرب وقت ممكن".