موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
ورشة عمل القانون الكنسي الأولى تختتم أعمالها في البحر الميت

البحر الميت – أبونا :

ثمّن محامون الجهود الكبيرة التي تبذلها المحكمة الكنسيّة اللاتينية لتعزيز ثقافة قانونية قائمة على الحقّ والعدل، داعين إلى عقد مزيد من المؤتمرات والندوات وورش العمل لصقل ثقافتهم القانونية الكنسيّة، وإحاطهم بآخر المستجدات فيما يخص القانون الكنسي.

جاء ذلك في ختام ورشة عمل القانون الكنسي الأولى التي نظمتها المحكمة الكنسية اللاتينية للمحامين المزاولين والجدد في المحاكم الكنسيّة، وذلك في منطقة البحر الميت، بمشاركة لفيف من المحامين من الأردن على وجه الخصوص، إضافة إلى عدد من المحامين القادمين من فلسطين والجليل، والذين لم تسنح لهم فرصة المشاركة في الورشة التي أقيمت قبل أسبوعين في رام الله.

وعلى مدار ثلاثة أيام، أجمع المشاركون بأن المحامي هو شريك القاضي في البحث عن الحقيقة الموضوعية، وهذه نقطة أساسية تجعل من دوره مختلفًا عن دوره في القضاء المدني، كما تأتي استجابة لما أطلقه قداسة البابا فرنسيس في التجديدات القانونية الأخيرة، فرسالة المحامي ذات وجهين: مهنية تقنية، وإصلاحية رعوية، وكلاهما تتطلب معرفة حقيقية للقوانين المدنيّة والكنسيّة، من أجل خير الزوجين ومصلحة الأبناء.

وقدّم الأب د. جهاد شويحات المحاضرة الثانية في ورشة عمل القانون الكنسي الأولى، حول "لاهوت سر الزواج"، أوضح فيها بأن الطلاق كان شائعًا زمن السيد المسيح كون المرأة كانت تُعامل على أنها مجرد ممتلكات، مبينًا أن العهد القديم أجاز الطلاق كون الظروف آنذاك كانت تستخف بالناموس وتهمل إرادة الله وتنكر حقوق المرأة في الزواج.

وشدد رئيس المحكمة الكنسية اللاتينية في الأردن على المسيح أعاد للزواج منزلته الإلهية، واعتبر في حواره مع الفريسيين والكتبة، أن الطلاق ناجم عن قساوة وغلاظة قلب من الإنسان، فبالتالي أكد المسيح أن الزواج هو أغلى رابطة يمكنها أن توحّد، وتعمل من الاثنين - الرجل والمرأة، جسدًا واحدًا؛ فمن أجل ذلك يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بإمرأته، ليصبحان معًا، ويكونان معًا عائلة جديدة ومؤسسة إلهية، في اتحاد روحي لا يعطيه إلا الله وحده.

وألقى الأب إميل سلايطة محاضرة ثالثة بعنوان: "الزواج الصحيح: المقرر والمكتمل"، أشار فيها إلى أن الزواج الصحيح، وفقًا لما جاء في القانون رقم 1061 من مجلة الحق القانوني اللاتيني، هو المقرر (سر)، والمكتمل بطريقة إنسانية والمنفتح على الإنجاب، وهو الزواج الذي لا تشوبه شائبة، أي المعقود بحسن نيّة وبدون موانع مبطلة.

وبيّن رئيس المحكمة الكنسيّة اللاتينية في القدس أن الزواج الصحيح هو الزواج المعقود بين معمدين أمام الكاهن وبإعلان الرضى الواعي والحرّ، أي أن الكنيسة تشهد عليه وتباركه، وهو غير قابل للإنحلال، مشيرًا إلى هذا الزواج يكتمل متى تمت العلاقة الزوجية بطريقة إنسانية تحفظ لكل طرف احترامه وكرامته الإنسانية، كما أنها منفتحة على إنجاب الأبناء.

وفي الجلسة الرابعة من ورشة العمل، قدّم الأب د. شوقي بطريان محاضرة حول الرضى الزوجي وعيوبه، بيّن فيها أن الرضى الزوجي هو فعل إنساني ناتج عن عقل وإرادة، أي بدون إكراه أو خوف. وأوضح بأن موضوع الرضى هو عهد زواج وشركة للحياة يهدف إلى خير الزوجين وإنجاب البنين وتربيتهم، مشددًا على أن الرضى هو ما يؤسس الزواج.

وعدد القاضي في المحكمة الكنسيّة اللاتينية في الأردن أمام المحامين في ورشة العمل، أبرز شروط الرضى الزوجي، فأشار أولاً على وجوب أن يكون شخصيًا (لا تجوز الإنابة)، وأنه فعل إرادة داخليّ وخارجيّ، وأن يكون حُرًا (من دون إكراه أو خوف)، وأن يكون متبادلاً بين الطرفين الاثنين، وأن يكون نهائيًا (لا رجعة فيه).

وفي الجلسة الخامسة وموضوعها "المسار الأقصر"، أشار رئيس المحكمة الكنسية اللاتينية في الناصرة الأب د. أكثم حجازين إلى أن البراءة البابوية الجديدة اقتصرت على المواد 1671 إلى 1691، وبيّن أنه إذا كان هنالك أسباب بطلان واضحة، بوجود مستندات، تدخل القضية البطلان في مسار الأقصر، وعليه يكون الأسقف الأبرشي مسؤولاً عن إعطاء الحكم فيه، بمعاونة قاضي محقق وقاضي معاون ومحامي الوثائق.

وفي الجلسة السادسة والأخيرة، تطرق الأستاذ ناظم نعمة للائحة الدعاوى واللائحة الجوابية، حيث أبرز اختلاف أصول المحاكمات ما بين المحاكم المدنية والمحاكم الكنسيّة من حيث أصول تقديم اللائحة وما يجب أن تحتويه من معلومات هامّة لكي لا ترد أمام المحكمة. كما ركز على ضرورة أن يهتمّ المحامي بالمصطلحات الكنسيّة التي تختلف عن تلك المستخدمة في المحاكم المدنية. كما أبرز مراحل تقديم الدعوى، والقبول، والتبليغ، ودور المحكمة والشروع في المحاكمة.

وفي ختام الورشة، تم توزيع شهادات المشاركة على المحامين، وتقديم الشكر لجميع الجهات الداعمة. فيما أكد القاضي في محكمة الاستئناف الكنسية اللاتينية في القدس الأب مجدي سرياني، ضرورة الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات الفكريّة من أجل تمكين وتعزيز ثقافة قانونية كنسيّة لدى المحامين. وقال: "إننا كقضاة ومحامين نعمل معًا من أجل مصلحة الأزواج، الذين هم أخوة وأبناء لنا، وخصوصًا للأطفال الذين هم المستقبل والحياة. فإذا خسرنا الماضي والحاضر أثناء سير المحاكمة، مع كل أسف، فلا يجب أبدًا أن نخسر الأطفال، كونهم يمثلون عماد المستقبل!".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…