موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
وديع أبو نصار يكتب من القدس: ستة أنواع بكاء، فجور ولامبالاة!

وديع أبو نصار :

 

استيقظت في الرابعة من فجر اليوم وعانيت من اضطراب بالذات لتأملي بما حدث في القدس، في مثل هذه الايام، قبل نحو ألفي عام.

 

لقد شهدت القدس حينها ثمانية انواع من التصرفات، بالذات بما يتعلق بآلام وموت السيد المسيح على الصليب:

 

1) بكاء المسيح على القدس (انجيل لوقا، الفصل 19، الايات 41-44)

 

2) بكاء بطرس بعد انكاره للمسيح (لوقا، الفصل 22، الآية 62)

 

3) بكاء يهوذا بعد خيانته للمسيح (متى، الفصل 27، الآيات 3-5)

 

4) بكاء بنات القدس في طريق الآلام (لوقا، الفصل 23، الآيات 27-31)

 

5) بكاء مريم العذراء عند صليب المسيح (يوحنا، الفصل 19، الآية 25)

 

6) الجموع التي احتشدت لرؤية الصلب (لوقا، الفصل 23، الآية 48)

 

7) المطالبه بصلب المسيح (لوقا، الفصل 23، الآية 21)

 

8) اللامبالون، وهم الغالبية التي – كما يبدو – لم تلعب دورا مباشرا في مشهد الصلب!

 

هذه مناسبة لجميعنا لنرى على أية فئة من الفئات الثمانية نحن محسوبون: فهل نحن مثل المسيح، نبكي على القدس ونصر على التضحية بانفسنا من أجل الآخرين، أم مثل بطرس نتوب بعد الخطأ، أم مثل يهوذا نندم عن الخطيئة لكن لا نملك جرأة طلب المغفرة، أو نبكي مثل بنات القدس بدون فهم عميق للأمور، أو نبكي مثل العذراء كما تبكي الام لتألم ولدها، لكن في هذه الحالة مع أمل القيامة لانها كانت تعرف من هو ابنها، أم نقرع الصدور مثل الجماهير "من بعيد لبعيد"، أو نطالب، لا بل نشارك بقتل المسيح لانه فضح ويفضح كبرياءنا، أم نبتعد لا مبالين وكأن الامر لا يهمنا؟!

 

إذا لم نكن نستطيع أن نصل مستوى المسيح، على الأقل دعونا نحاول الوصول الى مستوى العذراء، أو على أقل تقدير لمستوى بطرس، لأن باقي الاحتمالات لا تصب في مصلحتنا!