موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماع يناقش أوضاعهم؟

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

نداءٌ آخر نُطلِقُه، بحسٍّ وطنيٍّ، ومسؤوليَّةٍ راعويَّة. ونؤكد ابتداءً أن الرئاسات الكنسية العليا في بلدان العالم، تُمارس حقَّها الوطني، ورسالتَها الانسانيَّة والراعويَّة في رفع الصوت، لصالح مواطنيها ورعاياها، من حيث مكانتُهم وحقوقُهم، وممارسةُ حياتِهم بحريَّة وكرامة، وبدون أن يعدّ ذلك اصطفافًا حزبيًا أو سياسيًا.

 

ولكن من الخبرة المؤسفة، ولمصالح ضيّقة متباينة، لاحظنا أننا ككنيسة لو قمنا بتوجيه هذا النوع من الدعوة إلى الأحزاب والمؤسسات المسيحية لأتَّهمونا بالتدخل في السياسة، بالرغم من أن المنتقدين هم أول الذين يأتون إلينا، ويطلبون التزكية والدعم! في الواقع، لم يعد هنالك من يحمل هموم المسيحيين ومخاوفهم لدى الحكومة المركزية سوى البطريركية، وهذا واجبها.

 

إخواتي واخوتي، إن الوضع صعب وقاسٍ، وحضورَنا مهدّد أمام استمرار سياسة الإقصاء والتهميش، تحت غطاءات دينية طائفية وقومية محزنة، فضلاً عن تبعات  تَفشّي جائحة كورونا.

 

أيها الأحبة، تمعّنوا في موضوع مصادرة صوتنا في الترشيحات للوزارة، وكوتا في مجلس النوّاب، والتشريعات التي تُميِّزنا على أساس الدين، في حين يقرّ الدستور أن الكلّ هم مواطنون متساوون، لكن الممارسات اليومية لا تحترم هذه المساواة لأقدم مكوَّن عراقي أصيل، بل تسيء إلى حقوقه وحرياته وديانته. نذكر على سبيل المثال كتب التربية في المدارس، وبعض الخطابات الدينية التي تحرّض على التمييز والكراهية، وموضوع الرسوم الدينية المسيئة على النعالات والمَنفَضات!

 

لذلك، وفي هذه الصرخة، أدعو الجميع للتوقف عن الشحن القومي الذي لا يجلب سوى التباعد، وأهيب بأحد الأحزاب أو المؤسسات المدنية في داخل البلاد، أن ينتخي فيبادر إلى توجيه الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ واستثنائي. إجتماعٌ يوحّد تحت خيمته، الفرقاء من المسيحيين، سياسيين أو ناشطين مدنيين، وبتنازل من وحي الحس المصيري، لتشجيع كاريزما الزعامة لمن فيه الكفاءة رجلاً كان أو إمرأة، ومن أيةِ تسمية مسيحية، فلعلّ ما استحال على مستوى الزعامة الدينية، يكون درسَ نجاح ٍعلى المستوى المدني.

 

نقترح أن يهدف الاجتماع إلى مناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية والصحية السائدة في البلاد، للمساهمة في الاستقرار والسلم الأهلي، خاصة في هذه الايام حيث تمر البلاد بمرحلة استثنائية دقيقة غير مسبوقة، كذلك مناقشة الانتخابات القادمة واصلاح الدستور وقوانين الأحوال الشخصية، وموضوع الهجرة ومحاولة تغيير ديموغرافي مرسوم في مناطقنا في سهل نينوى.

 

من له اذنان للسمع فليسمع (مرقس 4: 20).