موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٩ يوليو / تموز ٢٠١٣
نصارى العرب والمشرق وهذه الامثلة المشرفة

ابراهيم العجلوني :

نقلاً عن جريدة الرأي الاردنية

كان العلامة المجاهد الاستاذ محمود محمد شاكر يذكر الاسلام في كثير من مقالاته مشفوعاً بذكر نصارى الشرق. لأن يعدهم «منا ومن انفسنا, لهم ما لنا وعليهم ما علينا» وكان يرى أن نصارى الشام والعراق «قد بذلوا من الجهود في قضايا العرب ما صرح عن مكنون انفسهم وعن اخلاصهم الذي لا يُدفع, وانهم جزء لا يتجزأ من العالم العربي والاسلامي». وكان يشهد الله «أن قبط مصر قد ملأوا قلوب العرب والمسلمين غبطة بهم واكباراً لهم وحرصاً على مودتهم حرصاً لن يعمل فيه دس ولا كيد ولا وقيعة» وانه «لا يحل لامرئ مسلم او عربي ان يرتاب او يتشكك في نبل هؤلاء الاخوان الذين نصرونا في ساعة العسرة لا تدفعهم الى هذه النصرة رغبة ولا رهبة».

ويذكر الاستاذ شاكر مثلين عظيمين من سياق حديثه عن الوحدة العضوية الشعورية بين العرب المسلمين والنصارى القبط, اولهماما كان حين «اجتمع العرب والمسلمون في المسجد الجامع الازهر في يوم الجمعة 22 المحرم 1367 هـ فإذا الناس يفاجأون بمقدم القمص ميتاس الانطوني سكرتير غبطة بطريرك الاقباط الارثوذكس مندوباً من قبله, ومعه اخوانه من رؤساء الاقباط في مصر: القمص جرجس ابراهيم رئيس الكنيسة القبطية الكبرى, والقمص عبد المسيح سعد, والقمص مرقص غالي, ودخول هؤلاء الاربعة الكرام الى المسجد الجامع في ساعة الجمعة, ونيابتهم عن غبطة البطريرك الاعظم في شهود هذا اليوم المشهود, وخطبتهم الناس في هذا المسجد, ومشاركتهم في اكبر مؤتمر اسلامي في مصر, قد دل دلالة صريحة على ان الانبا يوساب البطريرك الاعظم, هو رجل قد نور الله قلبه بالحق, واتاه من الفطنة والصدق والامانة في دينه وخلقه ما يجعل عمله هذا امانة في عنق كل مسلم وعربي, يحميها ويدفع عنها ويعتز بها ويكرم اصحابها في عامة امورنا وخاصتها».

ثم يذكر الاستاذ مواقف الانبا يوساب في رد كيد البريطانيين الذين كانوا يشعلون الفتن بين ابناء الامة الواحدة, ويحمد الله سبحانه: «اذ جعل في اخواننا القبط رجلا كهذا الرجل الجليل يقف حارساً يقظاً على امته وامتنا, يرد عنها كل مكيدة» ويقول: «ما دام في الاقباط هذا الرجل وامثاله فالمسلمون والعرب جميعاً لا يبالون بعد اليوم ان يبذلوا مهجهم في الذود عن اخوانهم, وفي حمايتهم, وفي دفع كل شيء يسوءهم, ما بقي على ظهر هذه الارض مسلم يؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الاخر» ثم يقول: «إنه دين في اعناقنا للقبط نسأل الله ان يهبنا القدرة على ادائه وإن ابوا هم ان يقبلوا عن هذه المأثرة جزاء».

اما المثل الثاني الذي يذكره الاستاذ شاكر فهو «غبطة البابا كريستوفورس الثاني بطريرك الاسكندرية وافريقية للروم الارثوذكس» الذي دهش لاتفاق الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية على تقسيم فلسطين وكيف أنهم «فكّرتا في وضع الاراضي المسيحية المقدسة في حماية اولئك الذين رغبوا دائماً, جماعات وافراداً, في أن يعيشوا حتى يروا اليوم الذي لا يسمع فيه ذكر للمسيح».

ويقول غبطته: «وهل يستطيع انسان ان يتصور اليهود حرساً وحماة للامكنة المقدسة, وهم الذين سيعمدون الى تدنيسها بمجرد السيادة فيها؟».

ثم يقول بواضح العبارة.. «إننا نحن الروم الارثوذكس نرى في حالة الغاء الانتداب الدولي على الاراضي المقدسة.. أن تعطى للمسلمين حماية هذه الاراضي, لأنهم منذ مارسوا حكمها في هذه القرون الطويلة برهنوا على انهم جديرون بثقتنا».

إن نصارى الشرق - كما يقول الاستاذ شاكر «غير نصارى الغرب الذين مُلئت قلوبهم احقاداً صليبية مظلمة لا عقل فيها ولا ضمير لها. ونصارى الشرق يعرفون تمام المعرفة ان نصارى الغرب قوم مفترون جاهلون متعصبون يريدون أن يدنسوا هذه الاراضي المقدسة باليهود (الصهاينة) عداوة للمسلمين», وهم جزء منا حميم في المحصلة من رأيه رحمه الله.

ونسأل هنا مالذي كان سيقوله الاستاذ شاكر لو ادرك المطران كبوشي والاب حنا عطا الله, وعشرات بل مئات المجاهدين في صف امتهم من نصارى العرب..
ألا إنها صفحات مشرقة, وتاريخ جليل, وأمثلة مشرّفة..

فهل تقرأون؟