موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
نافذة على السينودس: التحدث مع الشباب، وليس التحدث عنهم

الفاتيكان نيوز، ترجمة: موقع أبونا :

<p dir="RTL">شكل موضوع الإصغاء قسمًا بارزًا في مناقشات اليوم الثالث من سينودس الأساقفة حول الشباب، حيث شدد الآباء المجتمعون على ضرورة الاستماع إلى الشباب في العالم الرقمي؛ فهذا العالم يقدّم وفرة كبيرة في المعلومات، مع نقص حاد في الأحلام. وتمت الإشارة للحاجة إلى النظر في وجه الشباب الإيجابي، مع كل ما يملكوه من مواردٍ بشرية وروحية عظيمة.</p><p dir="RTL"><strong>الإنخراط البنّاء مع البالغين</strong></p><p dir="RTL">يرغب الشباب أن يكون لديهم شخص بالغ يستمع إليه، ويكرس وقته من أجلهم، ويرحب بهم بتعاطفٍ واحترام، ويرافقهم في مسيرة تمييزهم، وليس الحكم عليهم. تمثل هذه الحاجة أهمية كبيرة في حياة اليوم نظرًا لمواقف بعض البالغين تجاه الشباب، وهو أمر يمكن أن يترك الشباب في وضع مشوش، من دون أن يكون لديهم مرجعية ثابتة.</p><p dir="RTL"><strong>أهمية الليتورجيا والأسرار</strong></p><p dir="RTL">وتطرقت المداخلات الصباحية إلى أهمية تنشيط حياة الكنيسة الروحية، خاصة فيما يتعلّق بالقداس الإلهي، والصلاة اليومية، والأسرار المقدسة. يمكن أن تكون طرقًا لجذب الشباب، ولجعلهم جزءًا نشطًا في حياة الكنيسة. لهذا، ينبغي في الاحتفالات الليتورجية إيلاء الاهتمام باستخدام الموسيقى بشكل ملهم، وكذلك فيما يخص التعليم الديني والعظات. لا يكفي استذكار الصلوات، إنما يجب أن يكون الوعظ مبهجًا وملهمًا، فالشباب يجب أن يفهموا بعقولهم ويؤمنوا بقلوبهم. وبهذه الطريقة يستطيع الشباب أن يكونوا رسلاً أولين لأقرانهم. ولتعزيز دورهم كروّاد في التغيير، وكبناةٍ للسلام والواحدة في العالم، فعلى الكنيسة أن تقدّم للشباب مكانًا لاهوتيًا، وأن تعترف هي نفسها بدورهم.</p><p dir="RTL"><strong>العزلة رغم الوفرة</strong></p><p dir="RTL">وفي الوقت ذاته، لا يجب أن يقتصر عمل الرعاة على انتظار الشباب في الرعايا: يمكن التحدي الحقيقي في &quot;خروج&quot; الكنيسة، ووصولها إلى الشباب حيثما يكونوا. يبدو أنه للعديد من الشباب صداقات افتراضية، لكن القليل منهم من يملكون أصدقاء حقيقيين. يعاني الشباب نوعًا من &quot;العزلة في الوفرة&quot;، وبالتالي يمكن للكنيسة أن تقدم استجابة حقيقية تجاهها. وفي مجال التنشئة، تم التذكير بأهمية عقيدة الكنيسة الاجتماعية كبوصلةٍ صالحة يمكن من خلالها توجيه خيارات الشباب. كما تم التطرق إلى دور المدارس الكاثوليكية كمراكز تعليمية بامتياز، على الرغم من عدم استطاعتها على دمج الشباب بشكل كامل في الحياة الكنسية.</p><p dir="RTL"><strong>تحالف الكنيسة والعائلة</strong></p><p dir="RTL">كانت الدعوة إلى تحالف بين الكنيسة والعائلة موضوعًا رئيسًا في نهاية اليوم، إنطلاقًا من التعليم الأساسي للأطفال، ومرافقتهم خاصة في مرحلة البلوغ، حيث تم التأكيد على قيمة العائلة الوحدوية القائمة على الزواج المسيحي. في الواقع، تمثل العائلة وجهًا من بين وجوه المدرسة الإكليريكية فيما يخص تمييز الدعوات، ولهذا السبب تمت الإشارة إلى شخصية الأب كدعامة ناقلة للإيمان، ولإنضاج هوية الطفل. ولهذا يجب أن يحظى دور الأب بتقدير: بتناغمٍ وليس بتنافس مع دور الأمهات.</p><p dir="RTL"><strong>الترحيب بالمهاجرين واللاجئين</strong></p><p dir="RTL">وتم توجيه النداء للترحيب باللاجئين والمهاجرين، وهم في الغالب ينتمون إلى فئة الشباب، وغالبًا ما يتم انتهاك كرامتهم. وأشار الأساقفة إلى أن المصطلح الأساسي في هذا المجال يجب أن يكون &quot;التضامن&quot;، حتى يشعر اللاجئون من الشباب بالترحيب والإندماج. كما شدد المتحدثون على ضرورة العمل معًا حتى لا يضطر الناس إلى الهجرة، وأن يكون بوسعهم القدرة على البقاء في بلدانهم الأصلية.</p><p dir="RTL"><strong>خدمة الاستماع</strong></p><p dir="RTL">وبعد مداخلات العديد من الأساقفة، أتيحت الفرصة لأعضاء السينودس لسماع الأخ لويس، من جماعة تيزيه، وهو ضيف خاص في السينودس. تحدّث عن &quot;خدمة الاستماع&quot;، التي يمكن أن يُعهد بها للمؤمنين العلمانيين. وكان مؤسس جماعة تيزيه، الراحل الأخ روجيه، قد قال يومًا: &quot;عندما تستمع الكنيسة، فإنها تصبح ما هي عليه أن تكون: شركة حب&quot;.</p><p dir="RTL">وأعطي الوقت لسماع ثمانية شبان وشابات، يشاركون في الجمعية العامة كمراجعين. في مداخلاتهم، تمت الإشارة إلى أن الشباب ليسوا مجرد فئة إحصائية، وبدلاً من ذلك، يرغب الشباب في أن يكونوا جزءًا من الحل لمشكلات العصر. وكان هناك نداءً من أجل نوع من &quot;الخيار التفضيلي&quot;: الشباب &quot;الجرحى&quot; من قبل الأنظمة التي تستثني، وتلك التي لا تحبذ المساواة والعدالة، لذلك يجب أن يُسمع صوت الشباب، وأن تتم مساعدتهم بطرقٍ ملموسة، تحديدًا لأنهم يخاطرون بأن يصبحوا مثل فقراء يومنا: ضحايا &quot;ثقافة الهدر&quot;.</p>