موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣
نائب حارس الأراضي المقدسة: سكان قطاع غزة يعيشون جحيمًا، إنهم بحاجة إلى كل شيء
الأب إبراهيم فلتس يشارك في يوم الصلاة من أجل السلام في الأرض المقدسة، 27 تشرين الأول 2023

الأب إبراهيم فلتس يشارك في يوم الصلاة من أجل السلام في الأرض المقدسة، 27 تشرين الأول 2023

فاتيكان نيوز :

 

في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي أمس الأحد، جدّد البابا فرنسيس نداءه من أجل وقف إطلاق النار في الأرض المقدسة، ولكي "تفتح ممرات لضمان المساعدات الإنسانية، ويتمّ إطلاق سراح الرهائن على الفور". وأضاف: "لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن إمكانية وقف إطلاق النار: ليتوقف إطلاق النار".

 

وتابع قداسته: "لقد استمعتُ مؤخرًا إلى الأب إبراهيم فلتس، في برنامج "على صورته"، حيث قال: "أوقفوا إطلاق النار! أوقفوا إطلاق النار!". إنه نائب حارس الأراضي المقدّسة. ونحن أيضًا مع الأب إبراهيم نقول: أوقفوا إطلاق النار. توقفوا أيها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدوام!".

 

الحرب هزيمة للجميع

 

الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأراضي المقدّسة، كان قد ظهر على شاشة محطة التلفزة الإيطالية Rai Uno عبر برنامج "على صورته"، وأطلق من على هذا المنبر التلفزيوني نداءً من أجل وقف إطلاق النار في الأرض المقدّسة، وهو برنامج قال البابا فرنسيس إنه يتابعه باستمرار.

 

لم يخفِ الأب فلتس تأثره حيال كلمات البابا، ليس فقط لأن هذا الأخير ذكر اسمه يوم أمس، بل لأنّ الحبر الأعظم هو الوحيد بين الشخصيات النافذة في العالم التي طالبت بوقف إطلاق النار، وأكد أن الحرب هي هزيمة للجميع، وقال: "البابا وحده هو من أطلق هذه النداءات".

لا أحد يصغي!

 

وقال الأب فلتس، لموقع "فاتيكان نيوز"، أنّه يود أن يعرب عن امتنانه الكبير للبابا فرنسيس، بيد أن شكره هذا مرفق بالمرارة لأن نداءات الحبر الأعظم لم تلق لغاية اليوم آذانًا صاغية لدى أقوياء الأرض. وأضاف: لا أحد يصغي، ولا أحد يشعر باحتياجات سكان قطاع غزة الذين يفتقرون اليوم إلى المسكن والطعام والكهرباء والمياه، إنهم بحاجة إلى كل شيء.

 

ولفت إلى أن العديد من الأطفال والنساء والمعوقين قُتلوا، وأن عدد القتلى تخطى عتبة العشرة آلاف خلال أربعة وعشرين يومًا من القتال والعنف. وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من الأطفال والنساء قضوا تحت أنقاض البيوت المدمرة في غزة، ولا أحد يمد يد المساعدة لهذا القطاع.

 

وأضاف: ثمة حاجة لكل شيء في غزة، هناك حاجة لمقومات العيش الأساسيّة، متحدثًا أيضًا عن وجود أكثر من عشرين ألف شخص من الجرحى يفتقرون إلى العلاج، وهم بحاجة لمن يعتني بهم وينقذهم من الموت. وعاد ليؤكد أن البابا فرنسيس وحده رفع صوته أكثر من مرة ليطالب بوقف إطلاق النار، معربًا عن أمله بأن تلقى نداءات البابا العديدة آذاناً صاغية.

أوضاع إنسانيّة مترديّة

 

ولم تخلُ كلمات الأب فلتس من الحديث عن الأوضاع الإنسانيّة المتردّية في القطاع، والتي تزداد سوءًا مع اقتراب موعد الغزو البري المعلن من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال إنه تواصل مع بعض الأشخاص في رعيّة العائلة المقدسة في غزة، موضحًا أنه تحدّث إلى الأخت نبيلة صالح وراهبات الوردية المقدّسة، ومع نائب خادم الرعية الأب يوسف أسعد.

 

وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص بقوا هناك وسط الناس الذين يتألمون كثيرًا، مع العلم أن هذه الرعيّة تستضيف حوالي سبعمائة شخص، يعيشون فيها، ينامون ويأكلون. وأضاف: تصوروا سبعمائة شخص داخل كنيسة، فيما غزة محاصرة ويعيش في القطاع مليونان وثلاثمائة ألف شخص بلا طعام، وكهرباء ومياه وأدوية. إنّ أوضاعهم مأساوية ولا أحد يصغي أو ينظر إليهم.

 

وفي ختام حديثه، ذكّر الأب إبراهيم فلتس بالتظاهرات التي عمّت عددًا كبيرًا من المدن حول العالم يوم السبت للمطالبة بوقف القصف على غزة، وقال إن ملايين المتظاهرين حثوا حكامهم على العمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووضع حد لهذا الجحيم، مؤكدًا أن الغزاويين يعيشون جحيمًا وهذا الوضع لا يقتصر على القطاع وحسب بل يشمل الأرض المقدّسة كلها.