موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
من وإلى أين.. مواقع التواصل الاجتماعي

رزان العرموطي :

عندما اخترع المبرمج الاميركي مارك زوكربيرغ الفيس بوك وتم تأسيسه في سنة 2004 كان يستخدمه الناس فقط للتواصل مع بعضهم البعض.. فالبعض ينشر صورا من يومياته والبعض يتعرف على اشخاص جدد.

ومع تقبل الناس له بدأت بالظهور مواقع جديدة وتوالت واحدة تلو الاخرى.. تويتر.. انستغرام.. سناب شات.. حتى اصبحت تستخدم كتطبيقات على الهواتف النقالة.. وباتت تزدهر يوما عن يوم.. حتى انها اصبحت من ضروريات الحياة التي يصعب الاستغناء عنها.. والبعض اصبح يستخدمها على الصعيد المهني والاعمال وباتت سببا رئيسيا لانجاح الاعمال وتسويقها..

الا اننا وللاسف في الآونة الاخيرة اصبحنا نلاحظ انها اصبحت منصة لنشر الفساد والفتنة واصبحت تسير باتجاه التفاعل السلبي والهادم بين الناس بدلا من التفاعل الايجابي البناء..!

فقبل وجودها كنا نسمع او نقرأ خبرا ما ونحن ميقنين تماما انه صحيح لان مصدره واضح وموثوق.. اما الآن..

اصبح العالم والجاهل... الصغير والكبير.. يكتب رأيه حسب مفهومه الشخصي المحدود ومن نسج خياله ويتداوله الناس على انه خبر..!!

ومن جهة المؤلفين للاقاويل والقصص الخالية من الصحة على لسان مسؤولين او مشاهير وحتى طالت الشائعات ايضا ملوكا وامراء...!!!!

ان هذه القصص والشائعات لا تترجم بعقل من يفهم الا على انها فتنة ورغبة في زعزعة الثقة والامان في نفس من يقرأها.. ومن دون اي اعتبار للطرف الاخر..

ولا تخلو من الذين اصبح هاجسهم في الحياة التواجد في مكان يحصل فيه كارثة او مشكلة.. ليقف بكاميرا هاتفه النقال لالتقاط صورة ينشرها على الفيس بوك.. دون اي اعتبار او احساس بمشاعر الطرف المتضرر او عائلته.. فكم رأينا في مواقع التواصل الاجتماعي صور مؤثرة ومن المعيب.. لا بل تعتبر جريمة عندما يتم نشرها.. فما ذنب الطرف الاخر.. وما ذنب عائلته يشاهدون صورة ابنهم وهو يموت..

للاسف الشديد بات كل من يريد بث سم الفساد والفتنة وسحب اكبر عدد مؤيدين للافكار الشخصية التي ربما تكون خاطئة.. بل ومدمرة.. لبث سمه في كل منزل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتاليف الاخبار الزائفة وتناقلها على انها خبر يصدقه ويتفاعل معه الناس وربما تكون خطة مدروسة للتشويش على العقول والقضايا المهمة بالانشغال بمثل هذه الشائعات..

البعض يطلق عليها لقب حرية الراي والتعبير.. لك الحق في ان تعبر عن رأيك بحرية ولكن باحترام الرأي الاخر ودون التعدي على حقوق او خصوصية الغير..

وان كان هدفك ان تلمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لا يعني ان تخترع اكاذيب وشائعات تعنونها باسماء كبيرة ومعروفة لكسب الشهرة.!!

ويأتي دورنا هنا كافراد بان نكون واعين.. مثقفين بما يكفي لعدم السماح لمثل هؤلاء المزيفين المقنعين المختبئين خلف شاشات حواسيبهم بان يغزوا حياتنا ولا نعطيهم الفرصة لنكون وسيلة لنشر وتداول ما يحاولون بثه في مجتمعاتنا ونفوسنا.. واي خبر قبل تداوله يجب التاكد من مصدره.. فان غاب المصدر غابت الحقيقة.. وبأتي دور ادارة مثل هذه المواقع بان يوجدوا حل كوجود رقابة عليها والتأكد من المحتوى قبل اتاحة عرضه..

ويأتي دور الجهات الامنية بوضع اشد العقوبات التي تخص الجرائم الالكترونية لتصفية المجتمع من النفوس السامة المزروعة بالشر والحقد والكراهية.

ويا حبذا لو نفكر بالتطوير والارتقاء للافضل من خلال هذه المواقع التي توصلنا الى العالم باكمله ونحن في منازلنا.. بدلا من ان نفكر في التخريب ونشر الشائعات واحزان قلوب ذنبها فقط انك تغار منها.. او تكرهها.. او لا تتوافق مع رأيك.

(الرأي)