موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠١٧
من هي الفتاة الكفيفة التي قابلت البابا فرنسيس في قداس القاهرة؟

القاهرة - مصراوي :

خلال القداس الإلهي في ستاد الدفاع الجوي، صعدت ساندرا نبيل خلال تقادم القداس الذي ترأسه البابا فرنسيس. اتكأت على والدتها لمساعدتها في خطواتها، إذ أن الفتاة فقدت بصرها منذ الصغر.

سيطر التوتر على مشاعر صاحبة الثامن عشر عامًا، بعدما تأكدت أنها ستقابل البابا مباشرًة، انتابتها القشعريرة حين لامست يد البابا عيناها من أجل الصلاة، لم تستطع النطق في حضرته، تملكتها الرهبة، وحين انتهت من التقدمة، تيقنت من أن هذا المشهد المهيب لن يغيب عن ذاكرتها مُطلقًا، كما يحكي والدها.

عندما سمع نبيل، والد ساندرا، عن زيارة البابا، لم يتردد في التقديم لبطرخانة كوبري القبة، من أجل حضور صغيرته الحدث، فمرر أحد القساوسة طلبه لمسؤولي الفاتيكان، فجاءتهم الموافقة على مقابلتها للبابا، فاعترى الأب فرحة كبيرة "كنت عاوزها تاخد بركة من البابا، وعارف إنه بيتعامل بقلبه مع الناس، فقولت هيأثر في بنتي".

في الأيام الماضية لم يزر النوم ساندرا، تتواصل مع أصدقائها فيعبرون عن شعورهم بالسعادة من أجلها "ليها صحاب مسلمين ومسيحيين بقوا يقولوا لها يا بختك"، فيما ترددت اليومين الماضيين على ستاد الدفاع الجوي، للتمرن على حركاتها "كان في بروفة للمشي والانحناءة وطلعة السلم".

بعد مقابلة للبابا؛ ظلت ساندرا أسيرة تلك اللحظة "لغاية دلوقتي مش مصدقة اللي حصل، ومش راضية تتكلم"، فيما رفضت أن تغسل وجهها بعد ملامسة البابا له "هي حاسة إنها خدت بركة كبيرة". لم تكن تلك اللحظة الوحيدة التي يشعر فيها الأب بتفرُد ابنته، فساندرا الفتاة الكفيفة الوحيدة، في مدرسة القديسة آنا المُبصِرة، ومنذ تواجدها في الصف الثالث الابتدائي، وهي تؤدي نفس امتحانات المُبصرين لكن بطريقة مختلفة.

قرر نبيل ألا يضع فتاته في مدرسة للأكفياء "لأنها بتبقى داخلية، وده كان هيقطع صلتها بعائلتها الكبيرة، كنت حابب تبقى وسطنا في كل لحظة"، فخاض عدة صعوبات حتى عثر على مدرسة ملائمة تعتني بها "كنت عاوزها تعيش حياة طبيعية، ومتحسش إن في أي شئ يعقوها في الدنيا".

لذا درّب الأب ساندرا على حفظ لوحة مفاتيح جهازها الحاسوبي الخاص، كتب منهجا الدراسي في ملفاته عليه، وجلب لها برنامج صوتي لنطق النصوص التي تكتبها، وكل عام يستصدر قرار من وزارة التربية والتعليم للسماح لابنته بالامتحان بجهازها الخاص "بتقعد في اللجنة باللاب توب، ويتجاب الامتحان على فلاشة، وتسمع بالسماعات وتكتب، وبعدين تطبع ورقة إجابتها".

لا ينسى نبيل اللحظات الاستعدادية للقاء البابا فرنسيس، كيف باتت صلوات الأسرة الصغيرة غزيرة من أجل مرور الزيارة بسلام، وحتى يخرج تنظيم القداس في أبهى صورة "ونشكر ربنا على الفرصة دي"، في حين ظل يذكر لابنته ساندرا "هتعيشي بقية عمرك تقولي إني في 2017 قابلت البابا فرنسيس وصلى لي، دي بركة مش أي حد بينولها".