موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
من فيرونا إلى القدس: تنصيب لوحات درب الصليب على مسار درب الآلام

حراسة الأراضي المقدسة :

يصل وزن الواحدة منها إلى 15 كيلوغرامًا، وقد تم وضع مراحل درب الآلام يوم السادس من تشرين الأول على مدى طريق الآلام في البلدة القديمة بمدينة القدس. إنها لوحات تم تصنيعها في المسابك الفنية "BmnArt"، تصور المراحل التسعة لدرب الآلام، وقد قام بنحتها أليساندرو موتّو، بينما باركها البابا فرنسيس يوم 21 أيلول في قاعة البابا كلمنضوس في الفاتيكان.

ترأس تنصيب مراحل درب الآلام القاصد الرسولي المطران ليوبالدو جيريلي، حيث قام بمباركة مراحل درب الصليب الجديدة التي تم تثبيتها على الجدران التي تقع على طريق درب الآلام في البلدة القديمة بالقدس. وقد اختتم الاحتفال في كنيسة دير المخلص، حيث تمت مباركة المراحل الخمسة الأخيرة التي سوف توضع لاحقًا في المصلى الفرنسيسكاني داخل كنيسة القيامة.

وأقيمت بعد ذلك الذبيحة الإلهية التي ترأسها حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، حيث وجّه في عظته كلمة شكر للنحات أليساندرو موتّو، وسائر الأشخاص الذين جاؤوا ممثلين عن شركة المسابك الفنية "BmnArt" إضافة إلى أبرشية فيرونا واللجنة التي أقيمت قبل عدة سنوات لأجل العمل على تحقيق هذه الرغبة المشتركة في إقامة مراحل مصورة لدرب صليب في شوارع القدس.

وأوضح الأب باتون أهمية درب الصليب قائلاً: "إنها تساعدنا على إدراك أن الحياة المعطاة بدافع من المحبة هي وحدها الحياة الحق والأصيلة، وهي تذكرنا بأن من يعطي حياته بدافع من الحب، فإنه يشارك منذ الآن في انتصار يسوع على الموت. لذلك فإننا ممتنون لجميع الذين تصورا فكرة تحقيق درب الصليب هذه، وجميع الذين حققوها فعلاً والذين قدموها لهذه المدينة العزيزة، أورشليم. فليعنا الرب يسوع، وهو أول من سار في هذه الدرب، على السير في درب الصليب التي هي درب الحياة".

ويعد هذا العمل هو نتيجة للتعاون الذي بدأ منذ عام 2003 من خلال تأسيس جمعية عملت على انشاء ما يدعى "بباب السلام": وهي تلك البوابة البرونزية التي تصل كنيسة القديسة كاترينا بكنيسة المهد، في بيت لحم، والتي تمثل مشاهد من قصة ميلاد يسوع. وبعد زيارتهم للقدس، خلال الأيام التي خصصت حينها لافتتاح "باب السلام"، بدأ مسؤولو المسبكة بالتفكير في عمل ما يستطيعون تقديمه للمدينة المقدسة.

وعلق مؤسس المسبكة، روبيرتو بريزي، قائلاً: "بدا من المهم بالنسبة لنا أن يكون العمل شيئاً يمثل ما رآه الناس دائمًا في مخيلتهم. ولم نصنع سوى ما يرغب الإنسان العادي في أن يشاهد. وقد أقض هذا الحلم مضجعنا منذ عشرين عامًا حتى تم تحقيقه اليوم".

واستمر عمل الفنان موتّو مدة ثمانية أشهر؛ وقد صرح لاحقًا كيف كان عليه أن يدرس كثيرًا قبل الشروع في عمله. وقال: "فكرت في أن أضع نفسي في مكان متفرج عاش قبل ألفي عام، وأنني رأيت هذه المشاهد وأنا مار بالصدفة من تلك الأماكن. حاولت التشبه بالشخصيات لكي أستخدم حركاتهم، وخاصة تعابير الوجه. كان عليّ أن أصنع أعمالاً مصغرة، بواسطة ملتينه، محاولاً أن أتقدم في عمل كافة اللوحات في الوقت نفسه، لكي لا أخاطر في سوء تقدير الأحجام".