موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
من فرقة الرعاة إلى الأصدقاء في الأردن: لكل منا السلام والمحبة والصلاة

فرقة الرعاة للترانيم الدينية :

جئناكم في هذه الأيام التحضيرية لعيد الميلاد ونحن نحمل في قلوبنا سلام طفل المغارة، حب طفل المغارة، قوة وشجاعة هذا الطفل الذي ترك عرشه واصبح بيننا بشرًا مثلنا... جئناكم وكلنا املٌ، وكلنا ثقة، لأننا عارفون على من أتكلنا، وموجهين انظارنا نحو مغارة الميلاد التي في داخل كل منكم لكي نزرع فيها من مغارة بيت لحم حبا وتواضعا وسلاما وعدلا.

هذه هي فرقة الرعاة التابعة للادارة العامة لمدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين، التي تأسست منذ أكثر من 17 عامًا، تأسست بهدف حمل رسالة الميلاد إلى كل مكان على خطى اجدادنا الرعاة، فهم الذين تركوا ماشيتهم وارضهم ومغاراتهم لكي يلبوا دعوة الملائكة ويسجدوا لطفل المغارة، ها نحن اليوم نلبي دعوة الإنسان في الأردن.. نحمل رسالة حملها قبلنا رعاة بسطاء كان هدفهم السجود لذاك الذي تجسد ولكن عندما وصلوا إلى مغارة بيت لحم نالوا اكثر مما كانوا يتوقعون فقد نالوا سعادة وفرحا لا يوصفان...

أجل هذه هي رسالتنا لكم في هذه الأيام، "من بيت لحم إلى بيت لحم" اي أن بيت لحم التي استقبلت يسوع طفلا مولودا في مذود كموقع، تنادينا اليوم وتقول لنا انتم بيت لحم الجديدة، قلب كل منكم مغارة يسوع الجديدة.

جئناكم نحمل رسالة خاصة من مغارة يسوع ولكن تفاجأنا بأنكم كنتم انتم لنا الرسالة والتي يتوجب علينا من الان فصاعدا حملها معنا كما حمل اجدادنا الرعاة رسالة الميلاد.

ولا يسعنا في هذه الأيام التي تتجه فيها أنظار العالم كله نحو بيت لحم عاصمة الميلاد، الا ان نترك أنظار العالم جانبا في بيت لحم ونوجه انظارنا نحوكم لأنكم انتم بيت لحم الجديدة.. فقلوبكم المهيأة لاستقبال يسوع كانت هدفنا ورسالتنا وصرتم وصرنا معا ميلادا جديدا في قلب عالم مشوّه ومليء بالحرب والقتل والدمار، فكنتم لنا وكنا لكم الأمل والنور وسط الظلام. هذه هي التبادلية العجيبة التي جاءنا بها المولود المخلص في بيت لحم، وهي التي جئناكم بروحها فوجدنا بينكم الاردني النشمي والعراقي المتألم والسوري التائق الى العدالة والسلام. ولكل منكم سلامنا ومحبتنا وصلاتنا.

وهنا أنهي معكم كلمتي مع شاعرنا الفلسطيني محمود درويش اذ يقول:
وأنت تُعدُّ فطورك، فكر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكَّر بغيركَ
لا تنس شعب الخيامَ
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسكَ
قُل: ليتني شمعة في الظلام.

فلنكن لبعضنا البعض نورا وسلاما وسط الظلمة والحرب.
ونسأل الرب لكم أياما مباركة واعيادا ميلادية مجيدة.