موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأربعاء، ٦ فبراير / شباط ٢٠١٩
من الجمعية العامة، نداء لتعزيز لغات الشعوب الأصلية

الأمم المتحدة :

في العقود الماضية، غلف الصمت المئات من "لغات الأسلاف القديمة"، لتنطوي بغيابها ثقافاتٌ ومعارف وتقاليد عريقة للناطقين بها منذ قرون. للحفاظ على حيوية ما تبقى من هذه اللغات، أطلقت الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك يوم الجمعة رسميا السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية.

في مراسم الافتتاح الذي استضافته قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث الزعيم كِنان توكان هيمليك، من إثنية شعب "الموهاك" وهو مجتمع من الشعوب الأصلية في أميركا الشمالية، مثنيا على "روح الأرض الأم".

وقال "باعتبارنا شعوبا أصلية، فإن لغاتنا هي لغات الأرض وهي اللغات التي نستخدمها للتحدث مع أمنا الأرض" متحدثا عن قناعته بأن "صحة لغاتنا وسلامتها مرتبطة بصحة الأرض، والتي أسيئت معاملتها"، حسب تعبيره. وأوضح هيمليك بالقول "نحن نفقد علاقتنا وطرقنا القديمة في معرفة الأرض عندما تسكت لغاتنا،" مشددا على ضرورة أن يضمن العالم أن "الأجيال الجديدة تستطيع التحدث بلغة أسلافها."

وفي مخاطبتها للحضور، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا على العلاقة الوثيقة بين اللغات الأصلية، وثقافة ومعارف الأسلاف من الشعوب القديمة. وقالت إن هذه اللغات "أكثر بكثير من كونها مجرد أدوات للتواصل، فهي قنوات تربطنا بإرث الإنسان".

وقالت السيدة فرناندا إسبينوزا "إن لكل لغة من لغات الشعوب الأصلية قيمة لا تقدر بثمن، لكل البشرية" ووصفت هذه اللغات بكنوز "محمّلة بالتاريخ والقيم والآداب والروحانيات والآفاق والمعرفة، التي تطورت على مدى ألف عام". وقالت رئيسة الجمعية العامة إنه "عندما تموت لغة ما، فإنها تأخذ معها كل الذاكرة المرتبطة بها".

وذكرت رئيسة الجمعية العامة أن العام الدولي يجب أن يكون منبرا نعمل منه على وقف الاتجاه الذي ينذر بخطر انقراض اللغات الأصلية واستردادها والحفاظ عليها" بما في ذلك عن طريق تنفيذ نظم التعليم التي تضع أولوية لاستخدام اللغة الأم، حسب قولها.

من جانبه، تناول رئيس بوليفيا إيفو موراليس كيف استطاعت الشعوب الأصلية ولغاتها الحفاظ على بقائها رغم وطأة الاستعمار وتأثيره. وقال: "نحن هنا اليوم، بعد أن نجونا من الحقبة الاستعمارية، التي حاولت أن تركِّع أجدادنا وأن تسحقهم تحت ثقل الظلم". ودعا السيد موراليس الحاضرين إلى العمل معا عبر الحوار لتعزيز السياسات التي تساعد على الحفاظ على حياة السكان الأصليين وهوياتهم وقيمهم وثقافاتهم.

وأشار الرئيس البوليفيي إلى أن هناك حوالي 770 مليون شخص من السكان الأصليين في 90 دولة، يشكلون 6٪ من سكان العالم، ويعيشون في العديد من مناطق التنوع. ومع ذلك، فإن "الجشع الرأسمالي" قد جعلهم "من بين أفقر سكان الأرض،" حسبما قال. وشجع الجميع في ختام كلمته على "الحفاظ على معارف أسلافنا القدماء وحكمتهم" وحث على تبني أنموذج جديد من ثمرة حكمة الشعوب الأصلية، وذلك للدفاع عن الأرض الأم".