موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
مقتطفات

منال الفانك :

مر العيد، وانقضت ليلته وأيامه، فعسانا وعساكم من عوّاده،

والعيد ليس من مناسبات (المرة واحدة) في العمر، على العكس هو من الأيام المنتظرة ،المكررة سنوياً،،،

وما بين ليلة العيد الهادئة، و الأيام التالية، مشاهد لا بد من الوقوف عندها،،لا للانتقاد، إنما( تبادل خبرات)!

بدءاً من صباح العيد،فبعد الصلاة، مسيحياً كنت أم مسلماً، تصافح، لا بل تعانق بحرارة مرتفعة من تجده بساحة الكنيسة أو المسجد، مانحاً إياه مجموعة قُبَلٍ،كدفعة أولى، وبانتظار اللاحق!

تَعود لبيتك، الجرس يُقْرَع، و(يهرع) من في الداخل للاستقبال، وأنت منهم، لتتقدم وتطبع على وجناتهم الصابرة قُبلاً إضافية، تُضاف للرصيد السابق، علمًا بأن الضيوف هم ذاتهم من التقيت بهم قبيل الزيارة!

ناهيك عن أنك قد تصادفهم مساء ببيتٍ آخر و كنوعٍ من (تحماية الوجه) تغدق عليهم المزيد من خمرات الروح، إضحكوا! فهي كذلك،،

نأتي لمنتصف نهار العيد السعيد،،و موعد الغداء،هنا تكون (المداهمات) على أشدها،فهي نقطة انتهاء المعايدات الصباحية و بداية المسائية،،و هنا لك الخيار،إما أن تنتدب من يمثلك لتكمل وجبتك ،و إما أن تهلي و ترحب بفم لامعٍ من دسم الطعام!

أما لحظات القيلولة، فهي من معجزات العيد، فما أن تغفو وأنت (مشَخِّصْ)، حتى تصحو!

عيناك في تلك اللحظة تفترقان وظيفياً، فواحدة تودع الوسادة، والأخرى تجاهد لتمييز الضيف!

شارَفَ اليوم على الانتهاء، مرهق أنت يا عزيزي المعيِّد! ارتحت وارتديت البيجاما؟ أحكمت قبضتك على الريموت مستلقياً على أطول مقعد؟ ارتحت ها؟ انصت جيداً، فهناك زوجتك ترحب! فقم! نعم قم ووجهك باسم أيضًا، استبدل ملابسك، فهناك من لم ينهِ فترته المسائية وأنت آخر محطاته!

ناهيك عن التَلَبُّك المعدي الذي تعانيه جراء شرب القهوة واختبار أصناف الحلويات، فالمنافسة بالضيافة بأوجها،

ومع ذلك أحبتي، دائمًا نطلب من الله دوام الفرح والمزيد من النهفات الطريفة، المدموجة براحة البال والسلام، نستذكرها سويًا،

وكل عيد وانتم بألف خير...