موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
مقابلة مع الكاردينال ساندري حول تأجيل حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة
قرار البابا فرنسيس تأجيل حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة إلى 13 أيلول سبتمبر كان محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري.

فاتيكان نيوز :

 

قرر قداسة البابا فرنسيس تأجيل حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة، والتي تنظَّم سنويًا في الجمعة العظيمة، إلى 13 أيلول المقبل. وحول هذا القرار أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية.

 

في بداية حديثه، ذكّر نيافته بالرسالة التي كان قد وجهها لمناسبة حملة التبرعات لهذا العام، داعيًا الجميع إلى المشاركة فيها. وشدد على أن ما يشهده العالم اليوم من آلام وما نرى من ضحايا ومعاناة وموت بسبب وباء فيروس كورونا هي استمرار لآلام يسوع، وأضاف أنه كان قد دعا في رسالته إلى الاتحاد مع يسوع في آلامه والسير على خطاه عبر الآلام والصليب والقيامة، ولكن لن يكون مع الأسف ممكنا أن نفعل هذا بالحماسة والحرية ذاتها قبل هذه المحنة الرهيبة التي يعيشها العالم.

 

وأضاف أن مخاوفنا تتمركز حول جميع المعانين وخاصة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى العراق، إيران، سوريا، لبنان ومصر وكل الدول التي يهتم بها مجمع الكنائس الشرقية والتي تعاني أيضًا من الوباء الحالي ما يعني ازدياد حدة احتياجات هذه البلدان وهذه الجماعات المسيحية التي يريد المجمع مساعدتها.

 

وفي إجابته على سؤال حول الأطراف التي تحصل على مساعدات بفضل حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة تحدث الكاردينال ليوناردو ساندري عن المدارس والمستشفيات، وتوقف عند المستشفيات في سوريا والتي أعيد فتحها بعد عنف كثير، وأضاف أنها مفتوحة للجميع مسيحيين ومسلمين. وتحدث عن المدارس التي يتوجه إليها الأطفال الذين لا تتمكن عائلاتهم من تحمل نفقات التعليم بسبب فقرها أو لكونها عائلات نازحة أو لاجئة. وتابع عميد المجمع مشيدًا بقرار البابا فرنسيس عدم تنظيم حملة التبرعات هذا العام الجمعة العظيمة لأن هذا سيكون مستحيلا في مناطق عديدة. وذكَّر في هذا السياق على سبيل المثال بالأشخاص الذين لا يعملون بسبب توقف النشاطات، مضيفا أنه من الصعب أن نطلب منهم التضامن مع الأرض المقدسة.

 

وعن اختيار 13 أيلول موعد الحملة، قال عميد مجمع الكنائس الشرقية إن الأب الأقدس فكر في تأجيل الحملة إلى يوم الأحد القريب من الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب المقدس، وتابع الكاردينال ساندري أن مجالس الأساقفة ستنظم الحملة بأشكال مختلفة لكنها لن تنسى معاناة الكنائس الشرقية كافة التي تتألم بشكل أكبر بسبب الوباء الذي يضرب العالم بأسره.

 

ثم تحدث عميد المجمع عن الرباط بين الجمعة العظيمة والاحتفال بارتفاع الصليب المقدس، فقال إن البابا بولس السادس كان قد أطلق حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة مفكرا في ذروة حياة يسوع الأرضية، في صَلبه، وذلك كي يتأمل المسيحيون جميعا حول نقطة محددة: عما نبحث، إننا نبحث عن يسوع عائدين إلى كلمة الله والتوبة. وتابع الكاردينال ساندري أن الاحتفال بالعثور على صليب يسوع يمَكننا بشكل أكبر من لمس آلام يسوع وفدائه للعالم. وأضاف أن البابا فرنسيس أراد ربط حملة تبرعات الجمعة العظيمة، في هذه السنة الخاصة بسبب وباء فيروس كورونا، بالاحتفال برفع الصليب المقدس، رغم أنه كان ممكنا تنظيم الحملة في يوم أحد أقرب، وذلك من أجل تمكين الأشخاص من الوعي والإحساس باحتياجات الأخوة في الشرق وأن يكونوا متضامنين بشكل ملموس كي لا تضيع المبادرات المقدَّمة لأخوتنا هؤلاء وأن تتحقق هذه المبادرات من خلال حراسة الأراضي المقدسة ومجمع الكنائس الشرقية.

 

وفي ختام المقابلة، تحدث الكاردينال ساندري عن الرجاء، وذكَّر بأننا نُنشد خلال الاحتفال بالجمعة العظيمة أن صليب المسيح هو رجاؤنا، رجاؤنا الوحيد، وتابع مشيرا إلى أن هذا الرجاء تعززه مريم العذراء. وأراد في هذا السياق التذكير بقرار مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية الاحتفال يوم الفصح، 12 من الشهر، بتكريس أمريكا اللاتينية لعذراء غوادالوبي.

 

وواصل حديثه عن الرجاء بالنسبة لدول الشرق الأوسط وتوقف عند المعاناة الكبيرة في العراق، وأيضًا في إيران، بسبب الوباء الحالي، وذكر أنه ولمناسبة الاحتفال بعيد القديس يوسف فقد وجه بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو رسالة تضامن ودعا إلى صلاة مسبحة الوردية من أجل إيطاليا والآلام في العالم الغربي. وأعرب عميد المجمع عن قناعته بأن أخوتنا جميعًا في الشرق الأوسط، من سوريا إلى لبنان، من العراق إلى إيران، بأن الكاثوليك والمسيحيين جميعًا والمتألمين سيتطلعون إلى يوم الفصح وإلى مريم راجين أنها، وهي رجاؤنا، ستضم هذا الوباء إلى صليب يسوع وستساعدنا على مواجهة كل هذه المعاناة بكرامة واحترام ودائما بين يدَي يسوع مخلصنا.