موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ أغسطس / آب ٢٠١٧
معاناة مسيحيي الرقة على يد داعش

احمد المحمود - ارفع صوتك :

<p dir="RTL">لم يغفل تنظيم داعش منذ دخوله إلى الرقة التضييق على المسيحيين هناك، بل بدأت الانتهاك حتى قبل سيطرته الكاملة على المدينة. طرد مقاتلوه الكهنة من الكنائس وحطموا صلبانها. ولاحقا، حولوا بعضها إلى &quot;مراكز دعوية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ساحة الإعدام</strong></p><p dir="RTL">جيمي شاهنيان، 31 عامًا، شاب مسيحي عاش تفاصيل سيطرة داعش على المدينة. لم يقف مكتوف اليدين. يقول &quot;شاركت أنا وأصدقائي، أغلبهم مسلمون، في مظاهرات بعد أن استولى داعش على الكنائس. وطالبنا باحترام حرية الأديان الأخرى&quot;.</p><p dir="RTL">عاش جيمي طوال حياته في مدينة الرقة في بيت يطل على ساحة النعيم (وسط المدينة). &quot;كنت أجلس كثيرًا قرب الساحة، كانت تمثل المدينة بأكملها بالنسبة لي. أتذكر جيدًا عندما كنت أشغل الأغاني للمتظاهرين في الساحة للاحتفال بتحرير المدينة من النظام السوري&quot;.</p><p dir="RTL">ويتابع &quot;لكن مع تحويلها إلى ساحة للإعدام تحطمت رمزيتها عندي، خاصة أن أخي الصغير كان شاهداً على الكثير من حالات الإعدام في الساحة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>شروط الجزية</strong></p><p dir="RTL">خير داعش مسيحي الرقة بين أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية، أو يعتبروا أنفسهم محاربين رافضين لـ&quot;حكم الشرع&quot;. وأصدر بعد سيطرته بشكل كامل على المدينة، في شباط 2014، سلسلة أحكام أسماها &quot;عقد الذمة في الشام بين الدولة الإسلامية ونصارى ولاية الرقة&quot;. تضمن العقد مجموعة الأحكام التي يجب على المسيحيين الالتزام بها تحت طائلة العقوبات المغلظة. جاء في الوثيقة:</p><p dir="RTL">1. يلتزم النصارى بدفع جزية عن كل ذكرٍ منهم، مقدارها أربعة دنانير من الذهب على أهل الغنى ونصف ذلك على متوسطي الحال ونصفها على الفقراء، وألا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرًا ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها.</p><p dir="RTL">2. ألا يظهروا صليبًا ولا شيئًا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم، وأن لا يُسمِعوا المسلمين تلاوة كتبهم وأصوات نواقيسهم. ويضربونها داخل كنائسهم.</p><p dir="RTL">3. ألا يمنعوا أحدًا من النصارى من اعتناق الإسلام إذا هو أراد ذلك. وأن لا يتاجروا ببيع الخنازير أو الخمور مع المسلمين أو في أسواقهم، ولا يشربوها علنية.</p><p dir="RTL">في المقابل قال التنظيم إنه &quot;سيضمن سلامة المسيحيين مقابل دفع الجزية، والتزامهم بالأحكام المترتبة على عقد الذمة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>مسلمون كرها</strong></p><p dir="RTL">سارع داعش إلى دعوة مسيحيي الرقة إلى اجتماع أسماه اجتماع &quot;أهل الذمة&quot; وذلك لدعوتهم إلى دين الإسلام. جيمي يقول يقول إن للتنظيم أسبابًا أخرى غير دعوتهم للإسلام. &quot;كان يريد تفقدنا، ليعلم من منا هرب من المدينة ليستملك بيته ومحلاته. حيث كان يجبرنا داعش على الاجتماع كل ثلاثة أشهر ولاحقًا كل أسبوعين&quot;، يوضح الشاب المسيحي.</p><p dir="RTL">باءت محاولات التنظيم بالفشل، ولجأ إلى إجبار بعضهم على الإسلام بالإكراه، كما حدث مع أيمن مصطفى أبو زر الذي لم يكن باستطاعته دفع الجزية، فخيره التنظيم بين اعتناق الإسلام أو معاملته ككافر وقتله، فاعتنق الإسلام.</p><p dir="RTL">مسيحي آخر اسمه أفندي اضطر إلى اعتناق الإسلام بعد أن أصبح مهددًا بالقصاص في ساحة النعيم. جيمي أحد الشهود على قصة الرجل. يقول &quot;يعمل أفندي في الصناعة ولديه محل ميكانيك، سمعه عناصر داعش وهو يتلفظ بقول كفري على حد تعبيرهم، فحكم عليه بالقصاص بالذبح أو اعتناق الإسلام، فاختار الإسلام هربًا من الموت&quot;.</p><p dir="RTL">لم يكتف داعش بفرض جزية على المسيحيين فقط، بل أجبرهم على التقيد بالشروط التي فرضها على جميع أبناء المدينة المسلمين. فأجبر الرجال على إغلاق محلاتهم اثناء أوقات الصلاة، أما النساء فقد أجبرن على لبس الخمار.</p><p dir="RTL">يتطلع جيمي شاهنيان إلى العودة إلى مدينة الرقة فور خروج التنظيم منها. وهو موقن أن جميع مسيحيي الرقة سيعودون مثل باقي أهالي الرقة. أما حاليًا، فلم تبق سوى عائلات مسيحية قليلة في المدينة التي يتخذها داعش عاصمة له.</p>