موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢١ مارس / آذار ٢٠١٩
مشاعر حب وتقدير ’تفرح‘ قلوب الأمهات في عيدهن

تغريد السعايدة - الغد :

لا يأتي يوم إلا ويجتمع فيه أبناء الحاجة مروة محمود لتفقد والدتهم والاطمئنان عليها وتأمين حاجياتها. لكن لهذا اليوم مذاقا خاصا، بحسب ابنها الكبير سعد؛ إذ تبدأ الاحتفالات منذ الصباح، كنوع من التقدير لهذه الأم العظيمة التي أفنت حياتها من أجل أبنائها.

يقول سعد، إن والدتهم تحب أن تشعر بالتقدير منه ومن أشقائه جميعا، لذلك يأخذونها منذ الصباح في جولة لتناول طعام الغداء خارج المنزل. وبعد ذلك يجتمع الأخوة مع زوجاتهم وأبنائهم، ويزينوا البيت ضمن أجواء احتفالية، ويطفئون شمعة جديدة، ويقدموا هدية مشتركة تعبيرا عن حبهم الكبير لها.

ذلك التعبير عن الحب ترغب الكثير من الأمهات بلمسه من الأبناء الذين كبروا وغادروا حضن الطفولة في العالم الواسع.

هنادي إبراهيم، وكما كل عام، تخطط مع شقيقاتها وأشقائها للاحتفال بوالدتهم التي غادرت سرير الشفاء مؤخراً، لتكون هذه الاحتفالية البسيطة بمثابة رسالة حب، يقول فيها الأبناء السبعة لوالدتهم إنهم “يحبونها كثيرا وهي سر الفرحة والسعادة”.

تواجدهم جميعا حولها في مثل هذا اليوم ووضع لمسات احتفاء جميلة، تساوي الكثير لديها؛ إذ يجتمعوا ليقولوا لها إنهم يقدرونها في كل يوم وليس اليوم فقط.

أم عصام التي فقدت والدتها منذ أكثر من عشر سنوات، لم تسمح بأن يمر هذا اليوم بشكل عابر، فهي تحتفي بوالدة زوجها، التي ترى أنها في مقام أمها، وتقول “أمهاتنا لا ينقصهن الهدايا بقدر حاجتهن لكلمات الحب والحنان والتقدير”.

لكنها تبين أن الهدية على اختلافها هي نوع من التعبير عن الحب، لذا تحاول أن تقدم لـ”حماتها” هدية تتناسب واحتياجاتها، ومهما كانت متواضعة، إلا أن الأمهات يبدين فرحتهن بها، لذا، لا يتطلب الاحتفال بالأم “الإسراف والمبالغة المادية، فكلمات حب وقبلات على اليدين والجبين كفيلة بأن تسعدها وتعطيها شعورا بالرضا”.

والاحتفال بـ”عيد الأم” من المناسبات العالمية، بدأت في بدايات القرن العشرين في دول أوروبا، والتي سعى من خلالها المحتفلون إلى أن يكون هناك يوم رمزي تكرم فيه الأم ويتذكرها الأبناء لما لها من أهمية في حياة كل فرد، وليكون هذا “العيد مناسبة للتقدير مختلفاً عن باقي أيام السنة”.

ومن خلال عملها في إحدى الحضانات الرسمية، تشعر أم سند بالسعادة والفرح لما تلمسه من مشاعر أمومة رائعة من قبل الأطفال الذين تشرف على رعايتهم خلال تواجد أمهاتهم في العمل، مشيرةً إلى أن الاحتفال الذي يتم تنظيمه في الحضانة من قبل الأهل وإدارة الحضانة، يحمل مشاعر نبيلة.

وتبين أن المربية في الحضانة هي أيضاً أم ترعى الطفل كما لو أنها والدته، لافتة إلى أن هذا التكريم على بساطته يعني الكثير لكل أم، فهو عنوان للتقدير. وتقول “بعدما أصبحت أما شعرت بشكل أكبر بما تعنيه الأمومة وبما قدمته لي والدتي من جهد لا يقدر بثمن ولا تساويه كنوز الدنيا”.

الأخصائية النفسية والاستشارية الأسرية الدكتورة خولة السعايدة، تبين أن الحاجة للتقدير الإيجابي موجودة لدى كل إنسان، وهي إحدى الحاجات الخمس الرئيسة التي تحدث عنها علماء النفس الى جانب الحاجات الفسيولوجية والشعور بالأمن لتحقيق الذات والحاجات الاجتماعية.

تقول “لذا، فإن ارتباط هذه الحاجة بيوم واحد لا يعد سلوكا جيدا، ولكن إن كان التقدير متواجدا بشكل دائم ويزداد بعيد الأم، فإنه أمر جيد يترتب فيه على الأبناء أن يظهروا التقدير والشكر والحب، من دون تقليد أو غيرة أو مباهاة”. وتعتقد السعايدة أن جهود الأم مقدرة دائما ولن تحكم على أبنائها من عيدها فقط، ولكن عندما تصبح المعايدة وتقديم الهدايا إحدى سمات هذا اليوم، فإن الأم تسعد بما يقدم لها بل وإنها “تتباهى بفرح بما قدمه الأبناء لها وأنها ليست أقل من الأخريات حتى وإن كان الأبناء يقدمون لها هدايا بشكل يومي.. إلا أن هذا اليوم مختلف لديها”.

وتذهب السعايدة إلى أن التقدير والاهتمام اللذين تحتاجهما كل أم يختلفان من واحدة لأخرى بسبب الفروق الفردية بين البشر؛ فالبعض يحتاج للهدايا والبعض يحتاج للمة الأسرة والأبناء وأخرى تحتاج إلى الكلمة الحلوة فقط. وتضيف “الأبناء هم الأكثر دراية بما تحتاجه الأم وهم يفهمونها، وبالتالي عليهم أن يتصرفوا بناءً على توقعاتها لكي لا تشعر بالحزن والإحباط”.