موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
مسيرة حاشدة بالشموع في بودابست عشية اختتام المؤتمر الإفخارستي الدولي

أ. مايكل عادل أمين - بودابست :

 

بمناسبة عشية اختتام المؤتمر الإفخارستي الدولي الـ52، طاف آلاف المؤمنون وهم يحملون الشموع والإعلام والصور المسيحية، في شوارع العاصمة المجرية بودابست، في مشهد فريد داخل القارة الأوروبيّة.

 

وقبل مسيرة الشموع، ترأس رئيس أساقفة المجر الكاردينال بيتر أردو قداسًا إلهيًا، بحضور بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، وكما شارك بالقداس أصحاب الغبطة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، والبطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، وبطريرك الروم الملكيين يوسف العبسي، وحضور مئات من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات.

 

وقد عبّر البطريرك المسكوني عن شكره للدولة المجرية بالدعوة لحضور ختام هذا المؤتمر الروحي الهام، وقدم له رئيس الأساقفة المجري هدية تذكارية صليب يرمز للمؤتمر الإفخارستي بالمجر.
 

أكبر مسيرة قربانية في أوروبا

 

وتعد هذه المسيرة أكبر مسيرة مسيحية بالقربان المقدس بأوروبا في العصر الحديث حيث ملء المؤمنين شوارع العاصمة المجرية بودابست بعد انتهاء القداس الإلهي، وتقدمت الطواف سيارة تحمل القربان المقدس فيها الكاردينال بيتر أردو، وتابعه مئات الكهنة والرهبان ومئات آلاف المؤمنين من مختلف الأعمار والدول، مرددين ترانيم وتسابيح بأكثر من لغة، أثّرت قلوب المارين والمشاهدين لهذه المسيرة.

 

وعبر أحد الكهنة المجريين عن روعة هذه المسيرة قائلا: "تم تطواف القربان المقدس في الشوارع التي يمر بها الناس يوميًا في حياتهم العادية، ومن اليوم سنتذكر عن مرورنا بهذه الشوارع بأن المسيح قد مر من هنا وبارك هذه الشوارع منذ أيام".

 

أما المطران أندراس فيريس، رئيس مجلس أساقفة المجر، فأشار إلى أنّ "اللقاء ربما يحمل رسالة جيدة للسلام والمصالحة. تقع المجر في وسط أوروبا، وهنا توجد إمكانية للقاء بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الغربية ويتحقق ذلك في الواقع لأنه يوجد هنا العديد من الأساقفة والكرادلة من الشرق الأوسط الذين يقدّمون شهادة للألم والاضطهاد اللذين يعانون منهما في بلادهم. إنَّ شهادتهم مؤثرة، وقد أراد الأشخاص الحاضرون أن يعبروا عن تضامنهم، صلاتهم، وشركة الصلاة معهم".

المؤتمر الإفخارستي بالأرقام

 

شارك بالقداس الافتتاحي للمؤتمر الإفخارستي الدولي الـ52 حوالي 100 أسقف تقريبًا، و300 كاهن، وعدد كبير من الرهبان والراهبات من دول مختلفة. أما عدد المشاركين الذين سجلوا فيه، فأشار الكاردينال بيتر أَردو إلى مشاركة أكثر من 200 ألف شخص من قارات العالم المختلفة، بالإضافة إلى أكثر من 2000 متطوع، من بينهم 500 فردًا من الكشافة المجرية الذين شاركوا في التنظيم.

 

كما شارك حوالي 500 طفلاً وطفلة في إحياء ترانيم متنوعة في القداس الاحتفالي. كما احتفل 1200 طفلاً وطفلة بالاحتفال بالمناولة الاحتفالية الأولى في القداس الافتتاحي. وتظهر أهمية مشاركة الأطفال بهذا الاحتفال بتعليق أحد الأطفال الذين احتفلوا بالمناولة الاحتفالية الأولى بالقداس الافتتاحي بالمؤتمر حيث قال: "كم إنه شيء رائع أن أقوم بالمناولة الاحتفالية الأولى مع بدء المؤتمر الإفخارستي، سوف تظل هذه الذكريات الجميلة بداخلي تصاحب مناولتي الأول".

 

وأتاح المؤتمر الفرصة لنيل سر التوبة (الاعتراف) بثماني لغات.

 

وتضمن الأسبوع على 700 برنامجًا؛ للعائلات، وحفلات موسيقية، ودروس مسيحية، وشهادات حياتية.

رسالة للمتقدمين للمناولة الاحتفالية

 

وفي قداس افتتاحي المؤتمر الإفخارستي الدولي الـ52، وجّه مترئس القداس الكاردينال أنجيلو باناسكو، رئيس مجلس المجالس الأسقفية الأوروبية، رسالة للأطفال المتقدمين للمناولة الاحتفالية الأولى قائلا: "أنتم نبع الكنيسة"، الذين "يدخل" الله في قلوبهم الآن. الله سيبقى معك، سيكون لك صديق لن يخونك أبدًا".

 

وأخبر الكاردنيال أنجيلو الطلاب بأنهم يدرسون في بيئة مدرسية تشكل الشخص كله. وأضاف أن الله ليس عدوًا للحرية، والإيمان ليس سلسلة من المحظورات، بل "نعم" للفرح، حتى لو تطلب الالتزام. والإيمان ليس عدوًا للعقل، ولكنه بحث عن معنى الأشياء. وختم قائلا: إن العقل يحتاج أيضًا إلى الإيمان ليكون نفسه.

 

من أجمل الشهادات الحياتية

 

من وجهة نظري من أجمل وأهم والمداخلات والشهادات الحياتية بالمؤتمر الإفخارستي كانت للاهوتي الألماني يوهانس هارتل، مؤسس بيت الصلاة في ألمانيا، وهذا البيت مفتوح على مدار السنة 365 يومًا في السنة، 24/7 لجميع الذين يرغبون في الصلاة.

 

أشار هارتل إلى أنّ "محطات الوقود ومطاعم ماكدونالدز وأقسام الإطفاء كلها مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم، بينما نحن المسيحيين نظل المجتمع الوحيد الذي يفتح أبوابه للجمهور ساعة واحدة فقط في الأسبوع". وفي مداخلة رائعة تحدّث عن الجمال، وشدد على أن نقص الجمال لا يساعد على تقوية العلاقة بين الله والناس، مؤكدًا على حاجة الكنيسة لإظهار جمال المسحية من جديد.

 

ومن الجدير ذكره بأن المجر استضافت لأول مرة المؤتمر الإفخارستي عام 1983 في ظل الحرب العالمية الثانية (قبل 83 عامًا). ومن جديد احتضنت المجر المؤتمر رقم 52 بعد تأجيله لمدة عام بسبب الوباء العالمي كوفيد-19، لأن كان من المقرر أن يتم المؤتمر العالم الماضي. هذا وسيترأس قداسة البابا فرنسيس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي وسينطلق بعد زيارته القصيرة لبودابست إلى سلوفاكيا في رحلة رسولية. والجدير بالذكر بأن البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني قد زار المجر في عام 1981.

 

يُشار إلى أن المؤتمر الإفخارستي هو حدث كنسي دولي يهدف لجمع الإكليروس والمؤمنين لتكريم السيد المسيح في سر القربان المقدس، ويتم تنظيمه على المستويات الإقليمية والدولية. ويدعو الحبر الأعظم إلى عقد هذا المؤتمر، ويقرر بناءً على اقتراحات المجالس الأسقفية مكانه. ويرجع أول مؤتمر إفخارستي دولي لعام 1881 حيث تم انعقاده في فرنسا.

 

هذا وستستضيف الإكوادور المؤتمر الإفخارستي المقبل عام 2024.