موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠١٤
مسيحيو غزة يودعون أول ضحاياهم في الهجوم الاسرائيلي

غزة - أ ف ب :

مشى جورج عياد بعين متورمة وقميص ملطخ بالدماء أمام نعش زوجته جليلة الضحية المسيحية الأولى للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي قتلت قبل ساعات في غارة دمرت منزلهما.

وجليلة البالغة من العمر 60 عاماً تركت ولدين أصيب أحدهما بجروح بليغة جراء الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منزل العائلة بعد ظهر الأحد.

وحمل النعش الأبيض البسيط وعليه صليب أسود ليسجى في كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية.

ويروي فؤاد عياد ابن شقيق جليلة "لقد ماتت تحت الانقاض (...) سحقت ساقاها حين دمر المنزل فوق رؤوسهم. زوجها وابنها كانا في الداخل".

وفي الكنيسة وقف كاهن أرثوذكسي بلباس أسود يتلو مقاطع من الإنجيل ويحمل بيده القربان المقدس فيما سجي النعش تحت سقف تملأه صور القديسين المذهبة وأسماؤهم بالعربية واليونانية.

ووضعت ايقونة للسيدة العذراء على النعش، كما حضرت راهبتان من أخوات مرسلات المحبة إلى الكنيسة للصلاة والتأمل. وعلا صوت حوالى عشرين من أقرباء الضحية فيما ارتفع في الخلفية صوت الآذان من المئذنة القريبة.

وفي أجواء الحزن هذه حمل أحد أبناء الكنيسة الميكروفون لإدانة القصف الإسرائيلي. وصرخ غاضباً "هذه المرأة الفلسطينية، العربية والمسيحية ماتت تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي". وتساءل "تقع المجازر كل يوم هنا (...) أين هو المجتمع الدولي؟".

وتابع "القنابل تضرب وتقتل ولا تفرق بين مدنيين ومقاتلين".

أما جورج عياد، أحد أقرباء الضحية واسمه مثل اسم زوجها، فيرفض الفكرة القائلة بأن موت جليلة سيدفع مسيحيي غزة الذي لا يتخطى عددهم 1500 من أصل 1,8 مليون نسمة في غزة، إلى الرحيل.

ويؤكد "هذا تحديداً ما يريده الإسرائيليون. وإلى أين نذهب؟ هذا هو وطني (...) نحن المسيحيين موجودون في غزة منذ أكثر من ألف عام وسنبقى".

فؤاد بدوره، ابن أخ جليلة، فليس لديه سوى امنية واحدة "الذهاب من هنا".

وبعد انتهاء المراسم، حمل نعش جليلة ليوارى الثرى في مقبرة الكنيسة الصغيرة التي تعرضت منذ أيام عدة لقذيفة إسرائيلية.

وجليلة عياد، الضحية المسيحية الأولى في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في الثامن من تموز، ولدت في مدينة القدس. وبحسب عائلتها فانها كانت تحمل الجنسيتين الفلسطينية والفرنسية.

واختصر مطران هذا المجتمع المسيحي الصغير اليكسيوس ما حصل بالقول "اليوم فقد إنسان آخر حياته، إنسان بريء".