موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
الاراضي المقدسة
نشر الجمعة، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
مسيحيو الموصل يهنئون المسلمين بالعيد

الأب رفعــت بدر :

"نعم، هجرتنا ما تسمى "الدولة الاسلامية"، لكننا نهنئ المسلمين بالعيد، فنحن على ثقة بأن الإسلام شيء، أما الارهاب، فهو شيء آخر ولا علاقة له بالدين". هذا ما قاله أحد المسيحيين المهجرّين من الموصل، في معرض اليوم التضامني الذي جمع عائلات عديدة، ونظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والمعهد الملكي للدراسات الدينية، بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الأردنية، ومركز سيدة السلام.

تستوقفنا تلك الكلمات على لسان أحد المهجرّين، وهو بالمناسبة رجل أعمال كبير، كان عليه أن يترك كل شيء وأن يتخلى عن عمله وثروته، لكي يبدأ، بمعاناة كبيرة، حياة جديدة هي التشرد واللجوء الديني والهروب من بيت أجداده وآبائه، مع زوجته وأبنائه، ووالدته، لأن ديانته "مختلفة" وعليه إذا أراد أن يكمل مشوار حياته، أن يتنكر لديانته. وهو لم يرفض أن يعتنق "الديانة الثانية" كراهية بها، بل لأنه يريد أن يحافظ على التعددية الجميلة التي زينت شرقه لقرون عديدة.

تستوقفنا كلماته وهو يهنئى المسلمين، أخوته وشركاءه بالمواطنة والعروبة المجروحة، والكرامة الإنسانية التي مهما ضعفت واستكانت، لكنها تبقى مقدسة كونها مخلوقة من يدي الخالق الكريم والقدير ومدبر الكون. وهو يهنئى المسلمين بعيد الأضحى، كونه يعلم العلم اليقين أنّ من أهانه إنما أهان المسلم، وأن من شرده، قد شرد صورة الشرق المتناغمة. الشرق الذي حصلت فيه حروب عدّة، لكنها لم تكن الغائية للآخر الديني كما نراها اليوم.

وبمناسبة العيد، وبمناسبة تهنئة مسيحيي الموصل لإخوتهم المسلمين بالعيد، نعيد ما جاء في الفقرة الختامية للبيان الختامي لليوم التضامني المذكور، ففيها من المعاني ما يحثنا عى التفكير والدعاء الى رب العباد ان يحفظ بلدنا وان يعيد الطمأنينة الى النفوس والقلوب وبين الشعوب، ومع البيان نقول:

"على أبواب عيد الاضحى المبارك، فإننا، وفيما نقدّم التهنئة الصادقة لسيد البلاد جلالة الملك المعظم، وللأسرة الأردنية الواحدة، وللأمة الإسلامية، فإننا ندعو جميع المسلمين في العالم، إلى رفع الصلاة عالية في هذه الأيام المباركة، من أجل أن ينعم العلي القدير، على منطقتنا العزيزة بالخير والبركة، وأن يعيد الأمن والامان إلى دول الجوار، وبخاصة في سوريا والعراق، وبأن تعمل الأسرة الدولية كيد واحدة، من أجل إشاعة أجواء السلام والعدالة، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم وبلدانهم، فيعملوا كما كانوا سابقاً على بناء مجتمعاتهم الديمقراطية الحديثة، عبر تعزيز قيم المسامحة والمصالحة وحقوق الإنسان، ضمن مشروع المواطنة الصالحة والمساواة الدستورية بين جميع مكوّنات المجتمع الواحد".

مع مسيحيي الموصل، إلى أخوتنا المسلمين في كل مكان،

نقول: كل عام وأنتم بخير.