موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
مسيحيو الشرق: ملح الزاد وقرامي البلاد

محمد داودية :

بيان بطاركة الشرق الكاثوليك في مؤتمرهم الـ26 الذي عقد في بغداد مؤخرًا، التقط زمام المبادرة، ليس لوقف نزف الهجرة المسيحية فحسب، بل لاسترداد شرقنا الكبير، ابناءه الذين هاجروا لأسباب كثيرة مختلفة.

ان الانتهاكات التي عاناها اخواننا مسيحيو العراق وسوريا من الإرهاب، عانى اكثر منها، وبما لا يقاس، اخوانهم المسلمون من كل المذاهب. ان نزف الهجرة، الذي يمس مستقبل الوجود المسيحي في شرقنا، يهدد ايضا، تنوعنا الخلاب المثري الذي ظل ماثلا ودائما ومستقرا، على امتداد أكثر من 14 قرنا من عمر الإسلام في بلادنا.

لقد تمزقت قلوبنا ونحن نرى إلى الاضطهاد والوحشية ضد شركائنا في الشرق، الايزيديين والاشوريين والكلدانيين ومختلف الطوائف المسيحية، ولكن الإرهاب والشر الذي امتد إلى الجميع برهن بوضوح على أن الإرهاب ليس ذا محتوى ديني على الإطلاق.

واننا لنشاطر بطاركة الشرق تفاؤلهم وتطلّعهم الى غدٍ آمن مستقر في مشرقنا النازف، سوف يتحقق بانخراطنا معاً في الجهد الوطني والقومي والاممي لمكافحة الإرهاب والغلو والتطرف والتمييز. وفي جهود بناء شرق المحبة والأخوة والتنوع والتعددية والعدالة الاجتماعية والنزاهة والسلام.

نبارك الجهود التي توفر مقوّمات صمود وثبات اهلنا مسيحيي الشرق، ملح الزاد وقرامي البلاد في أرض أوطانهم الجميلة. وهي الجهود التي ستؤدي في المقابل إلى أن يسترد الشرق ابناءه المهاجرين، كنزه الأثمن وثروته التي لا تضاهى، التي ظلت على الدوام، أحد عناصر قوته وصلابته وزهوه.

ونعتز بإشارة المؤتمر الايجابية جدا إلى استقرار بلادنا والجهود الاردنية لخدمة اللاجئين والمهجَّرين، وبالأخص من سوريا والعراق.

وتمس قلوبنا الرسالة الرعوية الموجهة إلى الشباب وجاء فيها: «أثبتوا في إيمانكم وفي أوطانكم، وساهموا في بنائها. نحن عدد قليل، ولكنّنا «ملح ونور وخميرة»، ونحن كنيسة شهداء. كونوا مؤمنين محبّين بمثل محبّة الله لكلّ خلقه. وكونوا أقوياء بالمحبّة. وكونوا بناةً لأوطانكم مع كلّ مواطنيكم، مشاركين في كلّ الآلام والتضحيات، من أجل ترقّيها وازدهارها، كونوا في قلب بلادكم صنّاعاً لتاريخها مهما كانت قسوة الناس أو الأحوال».

ان حق عودة المهاجرين والمهجرين والنازحين كافة، إلى اوطانهم هي قضية الضمير الإنساني اليوم، التي لا تطغى عليها اية قوة في العالم.

(الدستور)