موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٦ مايو / أيار ٢٠١٨
مراقب الفاتيكان في الأمم المتحدة: لمقاسمة رحلة المهاجرين واللاجئين

نيويورك – إذاعة افاتيكان :

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال اجتماع عقد في القصر الزجاجي حول موضوع "مقاسمة رحلة المهاجرين واللاجئين"، ودعت إليه بعثة الكرسي الرسولي لدى المنظمة الأممية بالتعاون مع هيئة كاريتاس الدولية.

استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته مشيرا إلى أن الجماعة الدولية ملتزمة حاليا في مفاوضات بين الحكومات تهدف إلى تبنّي اتفاق عالمي بشأن الهجرة، وتجري هذه المفاوضات بالتزامن مع مشاورات حكومية تتم في مقر المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف من أجل تبني اتفاق عالمي آخر يتعلّق باللاجئين.

واعتبر رئيس الأساقفة أوزا أن الفرصة متاحة اليوم أمامنا للتعبير عن تضامننا مع ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، اقتُلعوا من أرضهم ويواجهون محناً كبيرة. ومن هذا المنطلق لا بد أن تعمل الجماعة الدولية على تبني حلول طويلة الأمد تأخذ في عين الاعتبار الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر، مع السعي إلى مساعدة بلدان الأصل والعبور والوجهة على التعامل مع هؤلاء الأشخاص بطريقة تحترم كرامتهم البشرية والسيادة الوطنية لتلك الدول.

وذكّر مراقب الكرسي الرسولي المؤتمرين بمواقف البابا فرنسيس حيال هذه الظاهرة، ولفت إلى أنه في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الرابع بعد المائة للمهاجر واللاجئ، والذي احتُفل به في الرابع عشر من كانون الثاني يناير الماضي، سلط البابا الضوء على أهمية التضامن مع كل شخص أُرغم على ترك بيته بحثاً عن مستقبل أفضل، وينبغي أن يتم التعبير عن هذا التضامن خلال جميع مراحل الهجرة واللجوء. وتوقف فرنسيس في رسالته عند أربع كلمات أساسية في هذا السياق ألا وهي: الترحيب، الحماية، التعزيز والاندماج.

ولم تخلُ كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى الدور الواجب أن تلعبه في هذا السياق المؤسسات والمنظمات الدينية المدعوة إلى توفير الضيافة والرعاية لهؤلاء المهاجرين واللاجئين والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم وتوفير التعليم لهم، بشكل يُغني هؤلاء والمجتمعات المضيفة على حد سواء من خلال التبادل الثقافي. ويكتسب دور تلك المؤسسات أهمية كبرى نظراً للثقة التي يضعها العديد من المهاجرين في مؤسساتهم الدينية التي ينبغي أن تنطلق من مبدأ التأكيد على الكرامة البشرية لجميع الناس، وتقديم هذا المبدأ على المبادئ الأخرى.

وبعد أن قدّم رئيس الأساقفة أوزا لمحة عن النشاط الذي تقوم به أبرز المؤسسات الخيرية التابعة للكنيسة الكاثوليكية وباقي الكنائس أكد أن هذه المنظمات تلعب دورا بالغ الأهمية بالنسبة للدول المضيفة، كما هي الحال في الولايات المتحدة على سبيل المثال.

في الختام ذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة المؤتمرين بالدعوة التي وجهها البابا فرنسيس إلى مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية المعنية بهذا الملف والناشطة في العملية التي ستقود إلى الاتفاقين العالميين المذكورين آنفاً حاثا إياهم على العمل معاً ليُظهروا هذا التضامن الذي يستحقه المهاجرون واللاجئون.