موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢ مايو / أيار ٢٠٢٠
مدير كاريتاس الأردن: عيش التضامن كفيل بإخراج الإنسانية من محنتها الأصعب
القادم أصعب... ولكن!
وائل سليمان، مدير كاريتاس الأردن

وائل سليمان، مدير كاريتاس الأردن

وائل سليمان :

 

مرت الإنسانية خلال عمرها الطويل بأزمات تلو أزمات... حروب ونزاعات ودمار وشر وتلوث وانهيارات إقتصادية واجتماعية... تفرقة وتقسيم دول وملايين اللاجئين... وزيادة على ذلك وبسبب ذلك، غضبت الطبيعة على مر السنين وثارت وقلبت الأرض عدة مرات على رأس الإنسان من فيضانات وعواصف شديدة وثلوج وانهيارات وبراكين!

 

ومن خبرة تلك الأزمنة ومما قرأنا ورأينا وروي لنا، الملاحظ بأن عمر الأزمة يبدأ بحجم كرة ثلجية صغيرة ويكبر مع تدحرجها السريع لتصبح كتله كبيرة قادرة على سحق كل ما يمر بالقرب منها لغاية أن ترتطم بقمة العنف وتموت الكتلة وتموت أجزاؤها لكن يبقى تأثيرها وما خلفته خلفها وحولها!

 

القادم أصعب ونحن لا زلنا في بداية تدحرج الكرة، وكلنا يعلم ما ستخلفه تلك الدحرجة على مستقبل الإنسانية من تداعيات اقتصادية واجتماعية وانسانية وفكرية وثقافية، ولا نعلم متى ستكون نهاية الضربة الساحقة وأين!

 

القادم أصعب نعم! ولكن؛

 

الإنسانية لم تستلم بتاتًا ونهائيًا لأية كارثة مرت عليها... لم تترك المجال لتلك المحن أن تقول الكلمة النهائية... طبيعة الإنسان ترفض مبدأ الهزيمة... الانتصار كان دائمًا "وبالرغم من الخسائر" لاستمرارية الحياة.

 

اليوم وأمام هذا التحدي الجديد... وأمام تيار التفرقة والعزلة والتباعد الاجتماعي... وأمام الكرة الثلجية القادرة على سحق إنجازات الإنسانية بسرعة وبقوة... يلزم تيار من الصمود والدفاع والاتحاد والعمل المشترك بقوة ذلك التيار حتى نتخطى تلك الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.

 

عيش التضامن كفيل بإخراج الإنسانية من المحنة الأصعب من المائة عام الماضية... سمعت أحدهم من ذلك الزمان القديم والجميل يقول: إذا كان جارك بخير فأنت بخير... تخيلوا لو أن كل إنسان عاش اليوم ليكون جاره في خير ويتضامن معه ويساعده ويتقاسم لقمة العيش ومن له قميصان ليعطي من ليس له. تخيلوا لو تعيش الإنسانية فقط هذه العبارة على مستوياتها الكبيرة والصغيرة، حينها فقط سنقف كحائط صد لأية محاولة جديدة من ذلك التيار وسنهزمه، وسنبدأ من جديد بتضميد الجراح ورفع العمران وتشييد البنيان وتثبيت الأسس والأساس.

 

القادم أصعب، لكن التفاؤل أكبر.