موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ يوليو / تموز ٢٠٢٠
محكمة تركية تنظر دعوى تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وإردوغان يرفض الانتقادات

رويترز وأ ف ب :

 

نظرت محكمة تركية، الخميس، في دعوى تهدف إلى تحويل متحف آيا صوفيا في اسطنبول الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي، إلى مسجد. وقال محامٍ إن المحكمة ستصدر قرارها في غضون 15 يومًا في قضية أثارت قلقا عالميا.

 

وكان الرئيس رجب طيب إردوغان اقترح إعادة مبنى آيا صوفيا إلى وضعه السابق كمسجد. وسبق أن أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المبنى، الذي يعد من أشهر الآثار التي يقبل السياح على زيارتها في تركيا اليوم، إلى قائمة مواقع التراث العالمي.

 

وكان لآيا صوفيا شأن كبير في الامبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية. واتخذت الحكومة قرار تحويله إلى متحف في 1934 في السنوات الأولى لدولة تركيا العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".

 

وتقول الدعوى الجديدة بأن ذلك القرار غير قانوني.

 

وقال سلامي كرمان، المحامي عن الجمعية التي رفعت الدعوى، "نعتقد أن (المحكمة) سترى أن كون آيا صوفيا متحفًا منذ 86 عامًا قد آذى الشعب التركي وأحزنه". وأضاف "هذا المسجد... ملكية شخصية للسلطان محمد الفاتح"، في إشارة إلى السلطان العثماني الذي فتح المدينة، التي كانت تعرف حينذاك بالقسطنطينية، عام 1453، وحوّل الكنيسة البيزنطية التي كانت مقامة بالفعل منذ 900 عام إلى مسجد.

 

وبنى العثمانيون مآذن على امتداد هيكلها المقبب، في حين أضافوا في الداخل مخطوطات تحمل أسماء عربية للخلفاء الراشدين إلى جانب الرموز المسيحية القديمة.

 

وقال بطريرك القسطنطينة المسكوني برثلماوس، إنّ تحويل المتحف إلى مسجد سيخيب آمال المسيحيين ويتسبب في صدع بين الشرق والغرب. كما حثّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو واليونان تركيا على السماح ببقاء آيا صوفيا متحفًا. لكن جماعات تركية تطالب منذ سنوات بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد وقد أيد أردوغان دعوتها قبل الانتخابات المحلية العام الماضي.


 

إردوغان يرفض الانتقادات

 

ورفض الرئيس إردوغان، الجمعة، الانتقادات إزاء رغبته في تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول إلى مسجد، رغم القلق الذي تثيره هذه الخطوة في تركيا كما في الخارج. وقال إن "توجيه اتهامات إلى بلدنا في مسألة آيا صوفيا هو بمثابة هجوم مباشر على حقنا في السيادة".

 

وجاءت تصريحات أردوغان ردًا على تحذيرات أصدرتها عدة دول من تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مستقبلا، وقد ناقش مجلس الدولة وهو أعلى محكمة إدارية في تركيا هذا التحويل الخميس. فقد حثّ وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركيّة مايك بومبيو الأربعاء أنقرة على عدم إحداث أي تغيير في الوضع الحالي لآيا صوفيا كمتحف.

 

من جهتها، أكدت فرنسا أنها ستكون حريصة على "الحفاظ على سلامة هذه الجوهرة من التراث العالمي" التي اعتبرت أنها يجب أن "تبقى مفتوحة للجميع". كما يثير مصير آيا صوفيا قلق الجارة اليونان، التي تتابع عن قرب مصير التراث البيزنطي في تركيا.

 

وعبّر أردوغان أكثر من مرة عن دعمه لتحويل المعلم إلى مسجد، وهو يعرف بحنينه للإمبراطورية العثمانية ويسعى إلى تحصيل دعم القاعدة الانتخابية المحافظة في ظل الأزمة الاقتصادية المترتبة عن انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وكان الرئيس التركي قد اعتبر العام الماضي أن تحويل آيا صوفيا إلى متحف كان "خطأ فادحًا".