موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
محامي الباكستانية بيبي: من يحميني اليوم من غضب الإسلاميين؟

إسلام أباد - أ ف ب :

يتساءل محامي الباكستانية آسيا بيبي التي برأتها المحكمة العليا في إسلام أباد من تهمة التجديف مسقطة عنها حكما بالإعدام صدر بحقها، من الذي سيحميه هو نفسه من غضب الإسلاميين المتطرفين.

ويخوض سيف الملوك منذ سنوات معركة في وسط الدوامة القضائية حول المسيحية آسيا بيبي التي حكم عليها بالإعدام في 2010. وأفضت جهوده إلى انتصار كبير تمثل بقرار نادر بترئتها من قبل المحكمة العليا. لكن بالرغم من سيل التهديدات التي يتلقاها، يؤكد سيف الملوك أنه غير نادم على شيء على الإطلاق وسيستمر بمعركته القانونية ضد التعصب.

وقال سيف الملوك لوكالة فرانس برس بعد صدور الحكم الأربعاء إنه "تم إحقاق العدل، إنه انتصار لآسيا بيبي". وأضاف أن "الحكم أظهر أن الفقراء والأقليات والفئات الدنيا من المجتمع يمكن أن تحصل على العدالة في هذه البلاد رغم عيوبها".

وتابع المحامي البالغ من العمر 62 عامَا "أشعر بسعادة كبيرة. إنه أهم وأسعد يوم في حياتي". وأدى الانتصار القانوني الذي حققه سيف الملوك إلى إطلاق سراح آسيا بيبي التي أمضت السنوات العشر الأخيرة وهي تنتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقها، إلى أن ألغت المحكمة العليا الحكم الأربعاء.

وأثار الإعلان عن قرار المحكمة العليا غضب أوساط الإسلاميين المتشددين الذين نزلوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع وأغلقوا عددا من الطرق وهم يرددون هتافات تهديد للقضاة ولآسيا بيبي، ويدعون الجيش إلى العصيان. والتجديف مسألة بالغة الحساسية في باكستان البلد المحافظ جدا والإسلام فيه دين الدولة. وينص القانون على عقوبة تصل إلى الإعدام على الذين يدانون بالإساءة إلى الإسلام.

وتشهد باكستان باستمرار حوادث تهاجم فيها حشود أو متطرفون أشخاصا لمجرد ورود مزاعم بهذا الصدد. ويتم استهداف الأقلية المسيحية المضطهدة باستمرار. وعلى الرغم من ارتياحه للحكم، يؤكد سيف الملوك أنه معرض لخطر كبير. وقال "لا أتمتع بأي حماية. لا حماية لي وأنا هدف سهل جدا (...) أي شخص يمكن أن يقتلني".

"عواقب"

آسيا بيبي ليست القضية الوحيدة المثيرة للجدل التي أوكل بها في حياته المهنية. ففي 2011 كان المدعي العام في قضية الحارس الأمني ممتاز قادري الذي قام بقتل رئيسه حاكم البنجاب سلمان تيسير، أحد المدافعين عن آسيا بيبي وأحد أبرز المنتقدين لقانون التجديف في البلاد.
وقام قادري بقتل حاكم البنجاب بـ29 رصاصة في وسط الشارع في العاصمة وبرر فعلته بأن تيسير دعا إلى إصلاح قانون التجديف. ورفض المحامون الآخرون الترافع في هذه القضية خوفا من رد الإسلاميين المتطرفين. وحكم على قادري بالإعدم شنقا ونفذ فيه الحكم في 2016. وهو يعتبر بطلا لدى شريحة واسعة من المتطرفين الذي أقاموا له مزارا بالقرب من إسلام أباد.

ومنذ ذلك الحين تغيرت حياة سيف الملوك. فهو لم يعد يخالط كثيرين ويلزم الحذر بصورة دائمة ويتلقى تهديدات باستمرار. وقال سيف الملوك إنه تولى هذه القضية في حين تهرب منها الجميع خوفا من الإسلاميين. وأضاف المحامي "عندما تعمل على قضايا من هذا النوع، يجب أن تكون مستعدا للنتائج والعواقب". لكنه أكد أن ما أنجزه يستحق المخاطرة. وقال "أعتقد أنه من الأفضل الموت كرجل شجاع وقوي، وليس كفأر خائف". وأضاف "أقدم مساعدتي القانونية إلى جميع الناس".