البطريرك صبّاح: كهنوتنا على وسع الكون

واستضاف الكهنة في هذا الشهر البطريرك المتقاعد ميشيل صباح الذي تحدّث عن عدة نقاط مضيئة في حياة الكاهن، بانيًا على ما جاء في قراءة النهار للقديس بولس إلى أهل غلاطية (5: 1-6). وشدد على أنّ الكاهن هو إنسان حر، يعني أن يكون متحرّر من كل القيود التي يقيّد بها نفسه، سواء أمور ماديّة أو أشخاص أو أفكار ووجهات نظر متعدّدة.

وقال البطريرك صبّاح: إن هذا الأمر يعني أن يكون هنالك سعي يومي مستمر، من خلال فعل إرادة، حتى يحافظ الكاهن على هذه الحريّة التي لا تضع قيودًا بينه وبين الله. وأشار إلى أن الحريّة تهدف إلى حمل رسالة الكهنوت، بقبول حرّ على أكمل وجه، من دون أية تحفظات، من أجل الناس؛ فالكاهن ليس لنفسه، إنما لله تعالى أولاً وللآخر ثانيًا، وهذا مبدأ عمل كهنوتي.

وأضاف مستشهدًا برسالة القديس بطرس الأولى "وإذا تكلم أحد، فليكن كلامه كلام الله. وإذا قام أحد بالخدمة، فلتكن خدمته بالقوة التي يمنحها الله" (4: 11). وشدد البطريرك صبّاح بأنّ العمل الكهنوتي ليس مبادرة شخصيّة من قبل الكاهن، إنما هو امتداد لعمل الله، ويكتسب فعاليته منه تعالى. فالرسالة الكهنوتيّة ليس رسالة الكاهن النابعة من شخصه إنما هي رسالة الله نفسها.

وحول مهام الكاهن، أوضح البطريرك صبّاح بأنّ المهمة الأولى للكاهن هو تقديم الذبيحة (القداس)، على مثال السيد المسيح؛ أن يقدّم الذبيحة، وأن يصبح هو ذبيحة. وقال: الكاهن مدعو أن يقدّم الصلاة من أجل رعيته، ومن أجل كلّ الكنائس، ومن أجل وطنه، ومن أجل كلّ الكون. أما مهمته الثانية فهي تكوين مؤمنين: يعلّمهم كيف يصلون، ويعلّمهم كيف يحبون، ويعلّمهم كيف يشاركون في الكنيسة والمجتمع.

للمزيد من الصور