موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
متطوعون يؤهلون مدرسة دمرتها الحرب للحاق بالعام الدراسي الجديد في ليبيا
أحد المتطوعين العاملين على إعادة تأهيل مدرسة في طرابلس، 19 تشرين الثاني 2020

أحد المتطوعين العاملين على إعادة تأهيل مدرسة في طرابلس، 19 تشرين الثاني 2020

أ ف ب :

 

تقود نجاح الكبير مع العشرات من زملائها من المعلمين وبمشاركة سكان المنطقة، حملة تطوعية لإعادة تأهيل مدرسة "شهداء ليبيا" الابتدائية التي شيدت قبل 34 عاما، وقد تركت عليها الحرب الأخيرة آثارها، فجعلت قاعاتها بدون نوافذ ودمرت أجزاء عديدة منها.

 

وتواظب نجاح كل صباح على الحضور إلى المدرسة في عين زارة في جنوب طرابلس، حيث لا تزال آثار الرصاص واضحة في الجدران والحفر التي خلفتها قذائف الهاون في الباحة الرئيسية التي كانت تعج قبل معارك طرابلس الأخيرة، بأصوات التلاميذ.

 

وتقول نجاح الكبير لوكالة فرانس برس "هذا المكان بيتنا الثاني ونحن أسرة واحدة. تكاتفنا للتبرع وبالمجهود الذاتي لصيانة المدرسة وفق المتاح، بعدما أمطرت بوابل من الصواريخ والرصاص وكانت ساحة حرب". وتضيف من داخل الباحة المدرسة "لا نريد الوقوف والانتظار، نريد سرعة تأهيلها لتعود الحياة إليها".

 

وبدأت الأشغال فعلا في المكان، فأعيد طلاء قسم من الجدران، ووضع بعض الأثاث، وأزيل الغبار عن بعض أجهزة الكومبيوتر القديمة.

 

وتوقفت المعارك بين قوات المشير خليفة حفتر التي كانت تسعى الى السيطرة على طرابلس، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تمكنت بعد أكثر من سنة من القتال، من السيطرة على كل غرب ليبيا وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب، في حزيران.

 

وبحسب أرقام رسمية، تعرضت أكثر من مئة مدرسة للدمار الكلي أو الجزئي جراء الأعمال العسكرية. وتحتاج عملية تأهيلها إلى ميزانية حكومية ضخمة. وكان بعضها يستخدم كمخازن سلاح وغرف قيادة عمليات عسكرية. وعبّرت منظمة يونيسف عن قلقها من حرمان أكثر من مئتي ألف طفل في ليبيا من التعليم، بسبب الأعمال العسكرية الأخيرة، مبدية مخاوفها مما وصفته "المستقبل المظلم للأطفال الليبيين".

 

 

"الوقت بدل الضائع"

 

ويرى مدير مدرسة "شهداء ليبيا" صالح البدري أن إعادة صيانة المدرسة هي بمثابة مبادرة "الوقت بدل الضائع" في ظل اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد.

 

ويضيف "عندما انتهت الحرب دخلنا المدرسة لنجدها في حالة يرثى لها وخارج الخدمة تماما. ولأن التعليم عمل وطني بامتياز في المقام الأول، لو جلسنا ننتظر الحكومة لإعادة تأهيلها وفق خطتها، سيضيع علينا العام الدراسي الجديد".

 

ويشير الى أن المدرسة كانت تضمّ نحو 1500 تلميذ بواقع خمسين في الفصل الواحد، "لذلك من المهم أن تفتح أبوابها أمام أطفال سكان المنطقة حيث أقرب مدرسة تبعد كيلومترات عدة من هنا".

 

وعن الصعوبات التي تواجه الحملة، يقول "نفذت أموال المتبرعين وننتظر أموالا إضافية لإعادة الكهرباء وتأهيل الفصول الدراسية"، قبل أن يستدرك "بالرغم من النقص الكبير في التمويل، المدرسة في الوقت الحالي شبه جاهزة لاستقبال التلامذة مجددا".

 

ويؤكد محمود عبد الخالق، وهو من سكان المنطقة، أن أبناءه الثلاثة مسجلون في المدرسة، ما جعله يشعر بأهمية الالتزام في عملية إعادة فتحها والتطوع. ويضيف "كانت المساهمة بقدر إمكاناتنا ضرورية لإعادتها للخدمة. واليوم أبصرت المدرسة النور مجددا بجهود جماعية ذاتية".

 

وكان مقررا انطلاق العام الدراسي في ليبيا مطلع الشهر المقبل، لكن يتوقع تأجيله حتى بداية الربع الأول من العام المقبل، بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الآونة الأخيرة. وتجاوز إجمالي الإصابات 79 ألفا، فيما تخطت الوفيات الألف.

 

وتشير نجاح إلى تحديات أخرى في مجال الاستعداد لبدء العام الدراسي. وتقول "تلقينا محاضرات في الإعداد النفسي من أجل تحضير المعلمين لاستقبال العام الدراسي الجديد، إذ إن معظمهم تعرضوا لأضرار بالغة جراء مشاهد الحرب المرعبة ومعاناة النزوح من منازلهم".