موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٦ مارس / آذار ٢٠١٣
ما هي الرسائل التي وجهت لأوباما داخل كنيسة المهد؟

محمد فروانة :

لم يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مدينة بيت لحم لزيارة كنيسة المهد في زيارته الأخيرة لفلسطين، كما كان مقرراً من خلال طائرة الهيلوكوبتر، بعد أن أجبرته أجواء العاصفة الرملية التي اجتاحت المنطقة على التوجه لبيت لحم براً بسيارته من جهة مدينة القدس المحتلة، ليخترق موكبه جدار الفصل العنصري الذي يحاصر مدينة بيت لحم ويعزلها عن المدينة المقدسة، فضلاً عن مروره عبر أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية، متجهاً لمدينة السلام، حيث بدا المشهد مختلفا.

وكان في استقبال رجل البيت الأبيض الأول لحظة وصوله ساحة كنيسة المهد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين السياسيين والعسكرين الفلسطينيين، وعدد كبير من رجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية.

رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون التي كانت برفقة أوباما داخل كنيسة المهد تكشف تفاصيل ما حدث مع أوباما داخل الكنيسة، والرسائل التي وجهت له هناك، إذ تقول لـ"النشرة" إن دخوله من خلال الجدار وليس كما كان مخططا من خلال الهيلوكوبتر أوصل رسالة واضحة لواقع الاحتلال، إذ إنّ العناية الإلهية والطقس دفعاه ليأتي من خلال واقع أرضي مؤلم فرضه الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين.

الرسالة الأولى

وتكشف بابون تفاصيل الرسائل التي وجهت لأوباما إذ إنّها أوصلت رسالتين له الأولى شفهية، والثانية مكتوبة وضعت داخل هدية عبارة عن مجسم من خشب الزيتون لها قاعدة كبيرة حفرت باليد، ونحت عليها مجسم الميلاد ومغارة المسيح.

وفي تفاصيل الرسالة الأولى تشير بابون إلى أنها قالت لأوباما أن وصوله لمدينة بيت لحم أتى من خلال التغير الذي طرأ على حالة الطقس، واقع الاحتلال الذي فرض على المدينة لتشاهد الجدار الذي يحاصر بيت لحم ويعزلها عن محيطها، ليؤكد أن الطبيعة رفضت الاحتلال، متمنية أن يعي ذلك جيداً. وأشارت إلى أهمية "تحقيق السلام في المنطقة وتغير الواقع الحالي خاصة أن السياسة الأميركية هي داعمة مطلقة للاحتلال والاستيطان".

وتابعت: "قلت له أنت كرئيس للولايات المتحدة الأميركية إن كان هناك وقت فيجب عليك أن تعمل من أجل السلام"، وأضافت متوجهة لأوباما: "أنت تأتي لزيارة مهد السلام عليك أن تلتزم برسالة السلام خصوصاً وأن الأرض التي أطلقت السلام لا تعيش السلام".

وأشارت بابون إلى أنها أوضحت الرسالة الشفهية بكافة المعايير ووضعت الرئيس الأميركي في واقع فلسطين المرير، وبيت لحم على وجه الخصوص، وما يفرضه الاحتلال من جدار ومستوطنات وغيرها.

واعتبرت رئيسة بلدية بيت لحم أن الرسالتين عبّرتا عن حق انساني وشعبي لكل فلسطيني خاصة أنه يقف على أرض منبع السلام بيت لحم.

وعن رد أوباما على رسالتها الشفهية، أوضحت بابون أنه كان كل الوقت يهز رأسه ويستمع إليها ويقول: "أنا مع السلام".

وحول تفاصيل دخول أوباما لكنيسة المهد، توضح بابون أنه تجول في أروقة الكنيسة واستمع إلى شرح عن بعض مرافقها، وبدا متأثراً للغاية وظهرت على وجهه ملامح الخشوع بفعل قداسة وهيبة المكان، وعندما وصل إلى المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح عليه السلام، دخل إليها وحيداً وأدى صلاة استمرت نحو 5 دقائق، وعندما خرج منها قالت له: "أدعو الله أن تمكنك نعمة الميلاد من احياء ميلاد السلام في المدينة المقدسة بيت لحم والأراضي الفلسطينية، فنحن أصحاب وأسياد إيمان".

الرسالة الثانية

وتشير رئيسة بلدية بيت لحم في حديثها مع "النشرة" إلى أن مضمون الرسالة الثانية التي وضعت داخل الهدية، تعكس واقع الفلسطينيين المأساوي بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ومعاناة مدينة مهد المسيح وأهلها، الذين يتجرعون مرارة الاحتلال يومياً.

وتوضح بابون في مضمون رسالتها أن الاحتلال ما زال جاثماً فوق التراب الوطني، ويصادر الأرض ويبني المستوطنات، ويعتقل المواطنين الفلسطينيين، ويهدم المنازل ويسرق المياه، ولا زال يتعرض لانتهاكات متعددة.

وتلفت بابون إلى أن الاحتلال حوّل بيت لحم إلى منطقة معزولة محاطة بمجموعة من المستوطنات الإسرائيلية وبجدار الفصل العنصري الذي خَنَقَ المدينة وفَصَلها عن توأمها مدينة القدس المحتلة وعزلها عن العالم الخارجي، الأمر الذي أثّر سلباً على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والتجارية والصحية والرياضية والاجتماعية .وحرم المدينة من أي توسّع مستقبلي.

وتضيف رئيسة بلدية بيت لحم: "أنا عملت كل ما أستطيع فعله من منطلق معاناتي كمواطنة فلسطينية تلحمية "تقصد مدينة بيت لحم" قبل أن أكون رئيسة بلدية بيت لحم، وأوصلت له الرسالة بكل أمانة ولا أستطيع أن أجزم ما يفكر به أو سيفعله أوباما".

وتابعت: "أنا لست في موقع قرار لأعرف حيثيات المفاوضات التي تبعت زيارته لبيت لحم ورام الله، لكن نتأمل خيراً، ونتأمل على الرغم أن الاحتلال حرمنا الأمل، وأنا لست في دائرة المفاوضات المغلقة والشمولية".