موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٩ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
ما كان الخادم أَعظم من سيده، ولا كان الرسول أَعظم من مرسله
ما كان الخادم أَعظم من سيده، ولا كان الرسول أَعظم من مرسله

القديسة تيريزيا الطفل يسوع :

 

«ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه» (يو 13: 16)

 

يا ربّي يسوع، حين كُنْتَ مسافرًا في هذه الأرض، قلت لنا: "اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم" (مت 11: 29). يا ملك السماوات القدير، أجل، إنّ نفسي تجد الراحة من خلال رؤيتك، "متّخذًا صورة العبد" (في 2: 7)، تتواضع إلى حدّ غسل أقدام تلاميذك. أذكر حينها هذه الكلمات التي لفظتها لتعلّمني كيفيّة ممارسة التواضع: "فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه. أَمَّا وقد عَلِمتُم هذا فطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه". لقد فهمتها، يا ربّ، هذه الكلمات التي خرجَتْ من قلبك الوديع والمتواضع؛ أريد أن أعمل بها بمعونة نعمتك...

 

يا حبيبي يسوع، لم يكن لأحد أيّ حقّ عليك، لكنّك لم تكتفِ بطاعة العذراء القدّيسة والقدّيس يوسف، بل أطعتَ أيضًا جلاّديك. إنّي أراك الآن تمارس أقصى درجات الإمّحاء في القربانة. يا له من تواضع، يا ملك المجد الإلهي، أن تُخضع نفسك لجميع كهنتك بدون تمييز بين أولئك الذين يحبّونك، وأولئك الذين هم، ولسوء الحظّ، فاترين أو باردين في خدمتك. عند ندائهم، تنزل من السماء... يا حبيبي يسوع، تحت وشاح القربانة البيضاء، كم تبدو لي وديعًا ومتواضع القلب! لتعلّمني التواضع، لا يمكنك أن تتّضع أكثر من ذلك...

 

لكنك يا ربّ تعرف ضعفي؛ كلّ صباح، أتّخذ القرار بممارسة التواضع. وفي المساء، أعترف بأنّني ارتكبتُ أخطاء الغرور. عندها، يكاد اليأس يتملّكني، لكنّني أعرف أنّ اليأس هو أيضًا غرور. لذا يا ربّ، أريد أن يكون رجائي فيك وحدك؛ بما أنّك قادر على كلّ شيء، أخلق في نفسي الفضيلة التي أريد. للحصول على هذه النعمة من رحمتك اللامتناهية، سأكرّر لك باستمرار: "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبي مثل قلبك".